أبو الغيط: الجامعة العربية ركيزة أساسية في حفظ السلم الإقليمي والدولي

هنأ الأمين العام لجامعة الدول العربية كوريا الجنوبية على توليها رئاسة مجلس الأمن لشهر سبتمبر، وأثنى على مبادرة وزير خارجيتها لعقد جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي التي تعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الشراكة الاستراتيجية بين الجامعة والأمم المتحدة، وخاصة مع مجلس الأمن.
أشار إلى أن فلسطين تبقى القضية الأهم، مؤكداً أن ما يجري في غزة يمثل حرب إبادة تستهدف المدنيين وتدمير النسيج الاجتماعي ومحوه من الوجود، وأن إسرائيل عبر عدوانها المستمر وسياساتها الاستيطانية والتوسعية تسعى لتكريس الاحتلال وتعيق فرص التسوية، بما في ذلك الاعتداءات الأخيرة على الدوحة التي لم تسع سوى للوساطة.
وأكد أن الاعترافات التاريخية بالدولة الفلسطينية التي صدرت مؤخرًا تفتح فرصة قد تكون الأخيرة لإطلاق مسار جاد لإنهاء الحرب وتجسيد حل الدولتين.
وفي الملف السوداني، أشار إلى خطورة استمرار الأزمة وعدم جدوى الحل العسكري، مؤكدًا أن الجامعة العربية تعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لاستعادة السلام والاستقرار، استنادًا إلى قرارات مجلس الأمن والجامعة، وبما يشمل دعم المباحثات السياسية والمساعدات الإنسانية.
أما بشأن ليبيا، شدد على ثوابت الموقف العربي في الالتزام بوحدتها وسيادتها ورفض التدخلات الخارجية، معتبرًا أن الحل لا يكون إلا سياسيًا جامعًا بقيادة ليبية خالصة، ويدعم جهود الأمم المتحدة في هذا الصدد.
وفي اليمن، أشار إلى مرور عشر سنوات من المعاناة الإنسانية، مؤكدًا أن الحوار السياسي الشامل يظل السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة ومعالجة تداعياتها على الأمن الإقليمي والملاحة الدولية.
وتناول الوضع في سوريا، موضحًا أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية صعبة، مؤكدًا دعم الجامعة لخيار الشعب السوري وسيادة الدولة السورية، ومشددًا على رفض أي نزعات انفصالية أو تدخلات خارجية. كما دان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، داعيًا مجلس الأمن إلى التدخل لوقفها وضمان وحدة التراب السوري.
وفي لبنان، أكد دعم الجامعة لقرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية، مندّدًا بالاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على أراضيه، وداعيًا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 ودعم الجيش اللبناني.
وشدد أبو الغيط على أن استمرار التوترات والأزمات في المنطقة يهدد الأمن الإقليمي والدولي، داعيًا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته والتعاون الوثيق مع جامعة الدول العربية، وتعزيز آليات الإنذار المبكر والوساطة، وتعزيز الجامعة باستضافة الاجتماع القطاعي السادس عشر بين المنظمتين في نوفمبر المقبل حول حقوق المرأة وحماية الطفل في النزاعات المسلحة.
كما أكد أن تجربة حرب غزة أبرزت الحاجة الملحة لإصلاح مجلس الأمن، وأوضحت الجامعة استعدادها للانخراط بجدية في مشروع الإصلاح الأممي وفق المرجعيات المتفق عليها.
وختم بأن الأمة العربية أمة سلام، وأن الجامعة ستواصل دعم جهود التسوية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكداً الالتزام بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة لتجاوز الأزمات وتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة للشعوب.