من النزيف إلى التقيؤ: 7 خرافات شائعة حول المنظار

نفهم أن كثيرين يشعرون بتوتر عند سماع كلمة منظار، وهذا التوتر طبيعي ولكنه غالباً غير دقيق ويستند إلى مخاوف غير واقعية. المنظار اليوم يمثل نقلة هامة في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الهضمي بطرائق أقل خطورة من الجراحات التقليدية.
تؤكد دكتورة ندى الدمياطي، أستاذة المناظير والجهاز الهضمي والكبد بجامعة حلوان، أن إجراءات المناظير الحديثة تعد من أكثر التدخلات الطبية أمانًا، وتجرى تحت إشراف متخصصين مدربين وباستخدام أجهزة متطورة ومعايير تعقيم ومراقبة دقيقة للمريض. معدلات المضاعفات الخطيرة تظل قليلة جدًا مقارنة بما يعتقده كثيرون.
المخاوف الشائعة وتفسيرها العلمي
الخوف من التقيؤ الدموي بعد المنظار: الحقيقة أن المنظار نفسه لا يسبب قيئاً دموياً، وإذا حدث دم فغالباً يعود لمرض سابق مثل قرحة أو دوالي مريء وليس بسبب الأداة.
الخوف من التبرز الدموي بعد منظار القولون: ليس أمرًا طبيعيًا، وإن وجد فغالبًا يعود لوجود زوائد لحمية استؤصلت أو مرض في الأمعاء، وليس بسبب الإجراء بذاته.
المنظار يسبب الوهن والتعب أو عدوى: هذه فكرة مغلوطة، فالأدوات تعقّم وفق معايير صارمة وتمنع انتقال العدوى.
الخوف من التخدير: في الواقع غالباً ما يكون التخدير بسيطاً أو مهدئات بجرعات محسوبة وتُراقب أثناء الإجراء، وتُتابع النبض والتنفس طوال الوقت، ما يجعل الإجراء آمناً.
الخوف من النزيف: النزيف ليس نتيجة طبيعية للمنظار، ويحدث فقط إذا كان هناك مرض أساسي مثل قرحة أو دوالي. وفي هذه الحالات تتيح الأدوات داخل المنظار وقف النزيف بسرعة وفعالية.
الخوف من آلام حادة بعد المنظار: معظم المرضى يشعرون بانفجار بسيط أو انزعاج مؤقت في الحلق أو البطن ويختفي خلال ساعات، بينما الألم الحاد نادر ويرتبط بحالات خاصة.
الخوف من جرح الحلق أو فتحة الشرج: هذه إصابات استثنائية ونادرة جدًا، خصوصًا مع الأجهزة المرنة الحديثة المصممة لتكون آمنة للأعضاء الداخلية.
كيف يساعد المنظار المريض؟
توضح الدكتورة ندى أن المنظار أداة لا غنى عنها لتشخيص التهابات المعدة وقرح المريء ونزيف الأمعاء. كما يسمح بأخذ عينات دقيقة دون جراحة، ويساعد في اكتشاف الأورام مبكرًا، وهو ما يعزز فرص الشفاء.
ولا يقتصر دوره على التشخيص فحسب، بل يُستخدم لإزالة الزوائد اللحمية، وقف النزيف الداخلي، توسيع أماكن التضيق، وتركيب دعامات تسهّل مرور الطعام أو العصارة الصفراوية. كل هذه التدخلات تتم دون فتح جراحي وبأقل قدر من المخاطر.