نجاح دراسة سريرية للحد من مضاعفات التصلب المتعدد

أظهرت النتائج الأولية لدراسة CCMR Two التي قادها فريق كامبريدج أن دمج دواء شائع لعلاج مرض السكر مع مضاد للهيستامين قد يساهم بشكل جزئي في إصلاح الأضرار المحيطة بالألياف العصبية في التصلب المتعدد، رغم أن التأثير الكلي يظل محدوداً في هذه المرحلة البحثية.
تفاصيل التجربة
شملت تجربة CCMR Two 70 مريضاً يعانون من التصلب المتعدد الانتكاسي، حيث تم تقسم المشاركون عشوائياً إلى مجموعتين: نصف تلقوا التركيبة العلاجية لمدة ستة أشهر، والنصف الآخر تلقى دواءً وهمياً. لقياس التأثير على وظائف الأعصاب، اعتمد الباحثون على قياس سرعة انتقال الإشارات الكهربائية بين العينين والدماغ، وهي سرعة أبطأ من المعتاد بسبب تضرر الميلين والالتهاب المحيط بالعصب البصري.
وكشف التقييم أن الأدوية عززت وظائف الأعصاب مقارنةً بالمجموعة الوهمية، لكن لم يظهر تحسن ملحوظ في الرؤية أو في الإعاقة خلال فترة التجربة البالغة ستة أشهر، وكانت الفروق في الإشارات الكهربائية صغيرة جداً، حيث بلغ الفرق نحو 1.3 ميليثانية فقط.
وشدد الباحثون على أن النتائج لا تعني فائدة علاجية سريرية جاهزة في هذا التوقيت، بل تؤكد أن العلاج يستغرق وقتاً أطول حتى يظهر أثره بشكل واضح، كما أشاروا إلى ضرورة عدم محاولة استخدام الأدوية خارج نطاق التجارب السريرية لأنها لا تزال قيد التقييم في إطار الدراسة. كما أبلغ بعض المشاركين عن آثار جانبية مثل التعب والإسهال.
ما هو التصلب المتعدد؟
يصيب التصلب المتعدد الجهاز العصبي عندما يهاجم الجهاز المناعي الغشاء الميليني الواقي للأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي، ما يؤدي إلى تباطؤ مرور الإشارات العصبية أو منعها كلياً. يشيع إصابته بين الشباب، وتقدر أعداد المصابين عالميًا بنحو ثلاثة ملايين شخص، مع وجود أكثر من مئة ألف مريض في المملكة المتحدة، ويشخَّص غالباً في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر. تبدأ الأعراض عادة بخز وخدر وفقدان توازن ومشاكل ببصر العين، وتظهر نوبات وتدريجات في الضرر نتيجة تلف الميلين وتلف الخلايا العصبية مع مرور الوقت، ما قد يسبب صعوبات في المشي والكلام وتيبس العضلات وتشنجاتها.
تشير أبحاث سابقة إلى أن مضاداً للهيستامين قد يحفز آليات إصلاح الميلين ويقلل التلف العصبي تدريجياً، إلا أن نتائج التجارب السريرية حتى الآن أظهرت فاعلية محدودة، وهو ما يجعل من المهم مواصلة البحث لفهم إمكانات هذا المسار العلاجية بشكل أعمق.