نشرت دراسة في مجلة “التقارير العلمية” أن غناء ذكر فقمة الفهد تحت الماء في أنتاركتيكا يشبه إلى حد بعيد أغاني الأطفال لدى البشر.
اعتمدت الدراسة على بيانات من تسجيلات جمعت في تسعينيات القرن الماضي، حيث حلل الباحثون نداءات 26 ذكرًا من فقمة الفهد، واكتشفوا أن هذه الحيوانات المفترسة المنعزلة لا تغني عشوائيًا بل تتبع إيقاعات متكررة ومتوقعة تتكون من خمسة أصوات رئيسية، وكل ذكر ينظمها بترتيبه الخاص ليكوّن طابعًا صوتيًا فريدًا.
قالت لوسيندا تشامبرز، المؤلفة الرئيسية للدراسة ومرشحة الدكتوراه في جامعة نيو ساوث ويلز: “تتميّز أغاني فقَمات الفهد بنمط زمني منظم بشكل مدهش”. وأضافت: “عند مقارنتها بدراسات أخرى عن أصوات الحيوانات والموسيقى البشرية، نجدها قريبة جدًا من غناء الأطفال لدينا”.
في كل ربيع، يبدأ ذكور فقمة الفهد الغناء عبر الكتلة الجليدية الشرقية في أنتاركتيكا. يغني الذكر منفردًا تحت الماء لمدة تصل إلى 13 ساعة يوميًا، ويغوص داخل البحر وخارجه في دورات إيقاعية مدتها دقيقتان: دقيقتان تحت الماء يغني، تليها دقيقتان فوق الماء للهواء، وتتابع هذه الدورات بشكل متكرر. وعلى عكس أغاني الأطفال البشرية، ليست هذه الألحان مهدئة للأطفال للنوم.
تشير الدراسة إلى أن الغناء يلعب دورًا رئيسيًا خلال موسم التكاثر القصير. تكون الإناث خصبة لمدة أربعة إلى خمسة أيام فقط في السنة، وبينما قد يغني الذكور لفترة وجيزة خلال هذا الوقت، تكون محاطة بجوقات متواصلة من الذكور تتنافس على جذب الاهتمام. هذه الأصوات لا ترتبط فقط بالتزاوج، بل بمظاهر الهيمنة واللياقة البدنية والهوية الفردية.
قالت تريسي روجرز، المؤلفة المشاركة والأستاذة في جامعة نيو ساوث ويلز: “إنها تلتزم بإيقاعاتها بشكل مذهل، مثل الطيور المغردة في المحيط الجنوبي”. وأضافت: “لا يمكن التمييز بين الأصوات فقط بنبرة النداء، فالأهم هو الترتيب والنمط، ونعتقد أنها استراتيجية مقصودة، لذا يمتد نداءها لمسافات طويلة عبر الجليد”.
لفهم هذه الأغاني، قارَن الباحثون بنيتها بأنماط صوتية من الحيتان الحدباء والدلافين وقرود السنجاب، إضافة إلى أنماط موسيقية بشرية من الكلاسيكية وصولاً إلى البيتلز، ووجدوا تشابهًا مع أغاني الأطفال.
وقالت تشامبرز: “أغاني الأطفال بسيطة ومتكررة وسهلة التذكر، وهذا ما نراه في أغاني فقمة الفهد”.