اكتشف رايان ديسيمبرينو، الشاب البالغ 29 عاماً، ألمًا في البطن أثار الشك في وجود سرطان القولون في مرحلة مبكرة.
كشف تنظير القولون الأول عن اثنتي عشرة سليلة، لكن الطبيب لم يقلق بسبب غياب تاريخ عائلي للسرطان، وتمت متابعة الحالة بعد ثلاث سنوات.
بعد عامين تفاقمت الأعراض وظهر ورم سرطاني في تنظير القولون استلزم جراحة وعلاجًا كيميائيًا عاجلاً، فأنقذ حياته.
عوامل مسببة
تشير الدراسات إلى أن سرطان القولون والمستقيم يصيب الشباب بشكل متزايد، رغم أن القاعدة تقول إنه يصيب كبار السن عادةً، فقد ارتفعت معدلات السرطان المبكر للشباب بنسبة 79% بين 1990 و2019، كما ارتفعت الوفيات بنسبة 28% وفق موقع sciencenews.
في الولايات المتحدة ارتفع معدل الإصابة بنحو 17 نوعاً من السرطان بين الشباب، خاصةً المولودين بعد 1990، مع أعلى الزيادات في سرطانات الأمعاء والبنكرياس.
يعتقد الباحثون أن عوامل بيئية ونمط حياة مثل تغيّرات ميكروبيوم الأمعاء، واستخدام المضادات الحيوية، والتعرّض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، والمواد الكيميائية PFAS، إضافة إلى النظام الغذائي الغربي المعتمد على الأطعمة المعالجة واللحوم الحمراء والسكريات، قد تسهم في انتشار السرطان بين الشباب.
تشير بعض الدراسات أيضاً إلى أن السمنة عامل خطر لبعض سرطانات القولون والمستقيم المبكرة، لكنها النتائج ليست حاسمة.
بالنسبة للنظام الغذائي، يربط الخبراء بين النمط الغربي وزيادة احتمالية الإصابة، فقد أظهرت الدراسات أن الدهون المشبعة والسكريات وشراب الذرة عالي الفركتوز تؤثر في ميكروبيوم الأمعاء وتزيد احتمالية حدوث طفرات جينية مرتبطة بالسرطان.
يعد سرطان القولون والمستقيم السبب الرئيسي للوفاة لدى الرجال دون الخمسين، وثاني أكثر الأسباب شيوعاً لدى النساء، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن التغيرات في ميكروبات الأمعاء نتيجة النظام الغذائي والبيئة قد تكون سبباً في زيادة السرطان المبكر. وبعض Bactria مثل الكوليباكتين المرتبط بتسريع ظهور سرطان القولون والمستقيم تفسر نحو 15% من الحالات المبكرة.
ولا يأخذ الشباب المصابون عادة على محمل الجد، ما يؤدي لتأخر التشخيص، لذلك ينصح الخبراء بالتوعية بالعلامات التحذيرية وعدم التراجع عن الفحص الطبي.
الوقاية
تشمل الوقاية التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد ب، واتباع نمط حياة صحي يتضمن تغذية متوازنة ونشاطًا بدنيًا، والحد من الكحول والتدخين، والفحص المبكر، ونشر الحملات التوعوية لرفع الوعي بين الشباب.
ويؤكد ديسيمبرينو أن معرفة الجسم والانتباه إلى أعراضه أفضل وسائل الوقاية: “السرطان مُرهق، ولكن التوعية والفحص المبكر يمكن أن ينقذا حياة الكثيرين”، كما أن برامج دعم الشباب المصابين ضرورية لتقديم المساعدة والدعم النفسي، واكتشاف المرض المبكر يمنح فرصة أفضل للعلاج والنجاة.