عقد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مساء اليوم اجتماعاً موسعاً لمتابعة آخر المستجدات المتعلقة بجهود النهوض بصناعة الحديد والصلب في مصر، إحدى الصناعات الوطنية ذات الأثر الاستراتيجي على الاقتصاد المحلي. شارك في الاجتماع عدد من الوزراء والمسؤولين البارزين وخبراء الصناعة والطاقة، من بينهم الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، ومحمد صلاح الدين وزير الدولة للإنتاج الحربي، والمهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، وأحمد كجوك وزير المالية، والدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور محمود ممتاز رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، إضافة إلى عدد من قيادات الوزارات المعنية وخبراء الصناعة والطاقة.
استراتيجية وطنية متكاملة
في مستهل الاجتماع، أكد رئيس الوزراء وجود تصور واستراتيجية متكاملة لإسناد صناعة الحديد والصلب وفق خطة وطنية، وتعاون مع لجنة متخصصة تضم ممثلين عن الوزارات والجهات المعنية. وتهدف هذه الاستراتيجية، التي تمتد على مدار عشر سنوات، إلى وضع خريطة طريق واضحة للنهوض بهذه الصناعة الحيوية، من خلال دراسة الأوضاع الحالية والتحديات والفرص الاستثمارية، مع التركيز على دعم الابتكار والاعتماد على أحدث تكنولوجيا الإنتاج والمعالجة. كما ستوفر آليات لمتابعة التنفيذ وتقييم النتائج بشكل دوري.
تحويل مصر إلى مركز إقليمي
شدد الدكتور مدبولي على أن الهدف الرئيسي من تطبيق هذه الاستراتيجية هو تحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة الحديد والصلب، بالاعتماد على الموارد الطبيعية الغنية مثل خام الحديد وبنية تحتية قوية للنقل والطاقة وأيدٍ عاملة ماهرة وموقع جغرافي استراتيجي يربط الأسواق الأفريقية والعربية والأوروبية. وأضاف أن تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية يمثل أحد المحاور الأساسية إلى جانب ضمان استدامة النمو ورفع كفاءة الإنتاج وتحقيق الجودة. ولتثبيت هذا الهدف، أوضح أن حماية الأسواق من الممارسات الاحتكارية والإغراق ستدعم التطبيق في بيئة اقتصادية عادلة.
دور كامل الوزير في النهوض بالقطاع
استعرض الفريق مهندس كامل الوزير جهود الدولة في النهوض بالقطاع، مشيراً إلى الحفاظ على تنافسية المنتجات الوطنية ودعم الصناعات المغذية والتكميلية المرتبطة بهذه الصناعة وتعميم التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات. كما أشار إلى فتح فرص استثمارية جديدة لجذب رؤوس الأموال وتوفير بيئة ملائمة للنمو. وأكد أن صناعة الحديد والصلب تشكل عصباً رئيسياً للعديد من الصناعات مثل البناء والتشييد والسيارات والصناعات الثقيلة والطاقة، مما يجعل تطويرها ضرورة اقتصادية وأمن قومي.
تنسيق بين الوزارات وتذليل التحديات
ناقش الاجتماع التحديات التي تواجه القطاع مثل تكاليف الطاقة وصعوبات التمويل والمنافسة غير العادلة من واردات الحديد منخفض السعر والحاجة إلى تحديث المصانع القديمة. وشدد رئيس الوزراء على أهمية التنسيق الكامل بين الوزارات المعنية، وعلى رأسها الصناعة والكهرباء والتموين والبترول والمالية، لتوفير البيئة المناسبة للنمو وحماية المصانع الوطنية من الممارسات الاحتكارية والإغراق. كما أكّد ضرورة وضع آليات متابعة دقيقة وتنفيذ سريع.
الصناعة الوطنية أمام انطلاقة جديدة
أكد الدكتور مدبولي في ختام الاجتماع أن الدولة المصرية ملتزمة تماماً بدعم الصناعة الوطنية، وعلى رأسها صناعة الحديد والصلب، باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة وتحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة معدلات التصدير. وأوضح أن الحكومة ستتابع تنفيذ الاستراتيجية المقترحة بشكل مستمر وتعمل على إزالة العقبات التي تواجه المستثمرين والعاملين في هذا القطاع، في إطار رؤية الدولة لتعزيز الإنتاج وتوفير فرص عمل وتنمية شاملة. وشدّد على ضرورة متابعة الأداء وقياس النتائج بشكل دوري لضمان الاستدامة والنجاح.