تواجه صحتك مخاطر خفية عندما تجلس لساعات طويلة بلا حركة، فبينما قد يكون الترفيه وسيلة لتخفيف التوتر، يبقى الجلوس المستمر سببًا محتملاً لمشاكل صحية في القلب حتى وإن لم تشعر بذلك.
تؤكد منظمة الصحة العالمية أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ذات الدخل المرتفع تسجل أعلى معدلات الخمول البدني، وتصل إلى نحو 48% من السكان، وهو ما يرفع احتمال الوفاة بنسبة 20 إلى 30% بين الأشخاص غير النشطين مقارنة بمن يمارسون نشاطًا بدنيًا بانتظام.
في بعض التقارير الإعلامية، أصبح نمط الحياة الخامل أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية، بل قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات. وفي مناسبة الاحتفال بالقلب العالمي، نسلط الضوء على أبرز طرق حماية القلب من مخاطر الجلوس الطويل.
ما هي مخاطر الجلوس لفترة طويلة؟
تظل عضلاتك غير نشطة عندما تبقى جالسًا لفترات طويلة، وخاصة عضلات الساقين، وهذا يبطئ الدورة الدموية ويؤدي إلى تجمع الدم في أسفل الجسم ويرفع احتمال تكوّن جلطات الدم.
ليس الخطر مقصورًا على زيادة الوزن فقط، فحتى الأشخاص غير البدناء يمكن أن يتعرضوا لأضرار قلبية نتيجة الخمول، حيث يؤثر الخلل في التمثيل الغذائي على مقاومة الإنسولين وتزايد الالتهاب وتصلب الشرايين.
ارتباطًا بجلوسك الطويل، قد ترتفع مستويات ضغط الدم والكوليسترول وتوجد مشاكل في السيطرة على سكر الدم، وهذه الثلاثة معًا تعرف بـ”الثلاثي الصامت” الذي يضر بالشرايين ويزيد مخاطر أمراض القلب. كما أن تناول وجبات خفيفة عالية السعرات أثناء المشاهدة يضيف عبئًا إضافيًا على الجهاز القلبي الوعائي.
طرق عملية لحماية قلبك
مارس أنشطة خفيفة أثناء المشاهدة، مثل استخدام أربطة المقاومة أو ممارسة اليوغا الخفيفة أو الوقوف والمشي في مكانك، ويمكنك تنفيذ هذه الحركات بسهولة في منزلك لتحسين تدفق الدم.
انتبه للوجبات الخفيفة واختر الماء والفواكه والمكسرات كبدائل صحية للوجبات المصنعة عالية السعرات، حتى تحافظ على صحة جهازك القلبي وتقلل الضغط الحاصل أثناء الجلوس الطويل.
حدّد أهدافًا للنشاط البدني، فالوقوف أو التمدد أو المشي كل 30-60 دقيقة أمر ضروري لتحريك الجسم، ويمكن أن تخطط لممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعيًا، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات.
خيارات العلاج مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يمكن أن تساعد في اكتشاف وتصحيح الأفكار غير المفيدة والسلوكيات التلقائية التي تدفعك إلى مشاهدة المحتوى لفترات أطول وتؤدي إلى الجلوس المستمر.
لا يعني التطور التكنولوجي ونمط الحياة العصري أن الجلوس سيبقى قدرًا حتميًا، بل يمكن أن يضطرب ضبط السكر في الدم ويرفع ضغط الدم ويؤثر سلبًا على الكوليسترول. الحل ليس روتين لياقة صارم، بل إدماج الحركة في الحياة اليومية، وتذكّر أن الجلوس لا يجب أن يكون عادتك الأكثر ضررًا.