تطرح أذكار الصباح لليوم المذكور كمنهج لبداية يوم المسلم، وتحتوي على آيات قرآنية وأدعية تعمل على جلب الطمأنينة والرزق واستقرار القلب. وتؤكد الأذكار على التوجه إلى الله وحده بالعبادة والتوكل، مما ييسر المسير في أمور اليوم ويقوي الصلة بالله. وتُصور فقراتها مجموعة من الثابتات الصحيحة في السنة النبوية لتثبيت الإيمان ومراقبة الله في السر والعلن.

آيات قرآنية وتذكير أساسي

قوله تعالى: «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».

ثم يَتْلُ المسلم قراءة سورة الإخلاص والمعوّذتين ثلاث مرات، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن تكون كافية من كل شرٍّ عند ترديدها صباحًا ومساءً. وتُركَّب هذه القراءة على الفهم بأن الله واحد لا شريك له، وبأن القران يقي المسلم من الشرور إذا واظب عليه. ويُلاحظ أن الأمر يشير إلى حفظ الله وعيونه التي لا تغفل عن عباده المؤمنين.

سورة الإخلاص: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ».

سورة الفلق: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ».

سورة الناس: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَٰهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ».

أذكار صباحية رئيسية

أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة إبراهيم حنيفا مسلمًا، وما كان من المشركين. وتُقرأ مع عبارة تبدأ بـ«بِاسمِ اللهِ» فيقول المسلم: «بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» ثلاث مرات. كما يردّد المسلم ذكر: «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» مع جَملةٍ تشير إلى قدرته وتوفيقه، ثم يقرأها ثلاث مرات أو أكثر بحسب السنة. ثم يقول: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنا، وبِكَ أَصْبَحَتْ أَمْسَنا، وبِكَ نَحيا وبِكَ نموتُ وإليك المصيرُ» وتُقال أيضًا عند المساء بصيغة مغايرة لتأكيد الاستمرارية.

«رَضِيتُ باللهِ رَبًّا، وبِالإسلامِ دينًا، وبِمُحَمَّدٍ رسولًا» من قالها وجبت له الجنة. وترد كلمات التوحيد مع الإقرار بخالق الكون، مع الاستعاذة من شر النفس والشيطان وشركه، وتُقال عند الاستيقاظ وعند النوم وعند أيّ وضعٍ يقتضي اليقظة الروحية. كما يرد بيان أن الله هو ربُّ الملك والقدرة، ويُستعمل في كل صباح ومساء كحماية من الشرور والرزق الحلال.

«اللهمَّ صلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحَمَّد»، فقد جاءت أحاديث تشدد على أن الصلاة على النبي يمنح صاحبها الشفيع يوم القيامة. وترد أدعية الاستغفار من الذنوب والأقوال بأن الله وحده هو الغافر الواسع الرحمة. كما يرد ذكر لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وهو أمر يردده المؤمنون درءًا للخوف والإشفاع بالنعم والتقرب من الله.

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزقًا طَيِّبًا وَعَمَلاً مُتَقَبَّلًا»، وهو من الأدعية التي تُقال باطمئنان وتواضع. وترد أيضًا كلماتٌ أخرى تحمي من الشرور عبر «أعوذُ بِكَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَق»؛ وتؤكد على الحماية من الهموم والحزن، والعجز والكسل والبخل والجبن، وغلَبَةِ الدين، وضَعْفِ الرِجال. وتُختم العلاجات الروحية بتوجّهٍ حيٍّ لله بالدعاء والالتجاء، مع التوكيد على الاعتماد عليه بدل الاعتماد على النفس.

شاركها.
اترك تعليقاً