ادرك أن حماية القلب تهمك طوال العمر، وتسلط الحملة العالمية في اليوم العالمي للقلب الضوء على هذا العضو الحيوي الذي يمنحنا الحياة، وتذكّر أن العوامل النفسية، وتحديدًا القلق، يمكن أن تكون عدواً خفياً للصحة القلبية حين لا ندرك تأثيرها.
اركز كثيرون فقط على الأطعمة الصحية والرياضة، بينما يغيب عن بال الكثير أن التوتر والقلق قد يفعّلان ردود فعل جسدية تضر بالقلب وتترجم إلى تغيّر في نبضات القلب وضغط الدم.
اذكر أن تقارير صحية أشارت إلى أن ذروة النوبات القلبية تحدث خلال مواسم الأعياد بسبب التوتر المصاحب للتحضيرات والضغوط المالية والاجتماعية، بالإضافة إلى الإفراط في الأكل أو الشراب، مما يجعل أقسام الطوارئ ممتلئة بمرضى الأزمات القلبية المفاجئة.
يظن كثيرون أن القلق مجرد مسألة نفسية عابرة، ولكنه قد يتحول إلى ضيف ثقيل على القلب عندما يصبح القلق عادة مزمنة، مما يرفع معدل ضربات القلب وينذر بمشاكل في النظم القلبي وضغط الدم.
يرفع القلق المزمن معدل ضربات القلب والتوتر المستمر الأعباء على الأوعية الدموية، ويرفع ضغط الدم، كما ترتفع مستويات الالتهاب في الجسم، وهي عوامل تزيد من احتمال الإصابات القلبية وتؤثر في الشرايين.
تشير الأدلة العلمية إلى أن القلق الطويل الأمد يسبب تغيّرات فسيولوجية في القلب والأوعية الدموية، وهذا يجعل إدارة القلق جزءاً أساسياً من رعاية القلب وتساوي أهمية السيطرة على التدخين والكوليسترول.
خطوات عملية لحماية قلبك من القلق
ابدأ بنمط حياة صحي يمارِس النشاط البدني المعتدل ويضمن نوماً كافياً وتغذية متوازنة، فهذه الأسس تقلل من التوتر وتدعم صحة القلب.
اعتمد تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق واليوغا، فتهدّئ الجهاز العصبي وتخفض احتمالات ارتفاع ضغط الدم.
تجنب الكافيين والكحول والمواد المنبهة التي تزيد من سرعة القلب وتفاقم القلق، واستبدلها بخيارات أكثر هدوءاً.
احرص على الدعم الاجتماعي عبر الحديث مع العائلة أو الأصدقاء؛ فالمشاركة تقسيط العبء النفسي وتمنحك طمأنينة أكبر.
اطلب المساعدة الطبية عند استمرار القلق المزمن؛ فالتدخل من مختص بالصحة النفسية يمكن أن يوفر علاجاً سلوكياً أو دوائياً مناسباً.
احمِ قلبك من القلق بأن تعطيه العناية المستمرة وتختار العادات الصحيحة التي تدعم سلامة الشرايين وتقلل خطر الإصابة بالأمراض القلبية مع مرور الزمن.