أعلنت السفارة الألمانية في القاهرة أن ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل انطلاقاً من خصوصية العلاقات الثنائية والدور التاريخي لألمانيا في ضمان أمن إسرائيل، لكنها شددت في الوقت ذاته على أنها لا تؤيد كل ما تقوم به إسرائيل. كما أشارت إلى أن النقد الألماني موجّه تحديداً إلى السياسات الإسرائيلية في ظل الأوضاع الإنسانية القاسية في غزة. وتؤكد أن الدعم يظل قائماً لكن ضمن إطار القانون الدولي الإنساني. أضافت أن التوازن بين الدفاع الإسرائيلي والالتزام بالقانون الدولي هو محور الموقف الرسمي الألماني.
أوضح السفير خلال مؤتمر صحفي مع عدد من المحررين الدبلوماسيين صباح اليوم أن الوضع في غزة مأساوي، وأن ألمانيا توجه النقد للجانب الإسرائيلي. وأضاف أن ألمانيا تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضمن إطار القانون الدولي الإنساني. أشار إلى أن الحكومة الألمانية الجديدة ترى ضرورة وجود مواقف أكثر نقداً تجاه إسرائيل في سياق المعاناة التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في غزة. ذكر أن المساعدة الألمانية المقدمة إلى غزة والسلطة الفلسطينية تبلغ نحو 300 مليون يورو، وأن الحل السياسي لا يمكن تحقيقه دون مشاركة الفلسطينيين.
الدور المصري والجهود الإقليمية
وأشاد السفير بالدور المصري في قضية فلسطين، ووصفه بأنه مسؤول وذكي. وأكد أن القاهرة تلعب دوراً في الوساطة مع الولايات المتحدة وقطر، وتدعم جهود المصالحة بين فتح وحماس. وتطرق إلى المساعدات الإنسانية وخطة إعادة الإعمار التي طرحتها القاهرة والتي تشكل حالياً أساس المفاوضات لوقف إطلاق النار. كما شدد على أن الاعتراف بدولة فلسطين يبقى هدفاً استراتيجياً، لكن الطريق إليه يمر عبر تفاوض يفضي إلى حل الدولتين.
الاعتراف بفلسطين والملف الإيراني
أوضح شولتس أن الهدف النهائي لإدارة ألمانيا هو الوصول إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، لكنه أضاف أن الاعتراف حالياً لن يغير الواقع، وأن الأهم هو تحديد شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية من خلال مفاوضات تؤدي إلى حل الدولتين. وأكد أن أي خطوة في هذا الاتجاه يجب أن تتم عبر مسار تفاوضي يراعي الأمن والحقوق المشروعة لجميع الأطراف. وتطرق إلى ملف إيران بأن تفعيل آلية الزناد الأسبوع الماضي يعيد فرض العقوبات المنصوص عليها في اتفاق 2015، بما يشمل حظر الأسلحة والقيود على التصدير والاستيراد في القطاعات النووية. وأعرب عن أسف ألمانيا لهذا التصعيد، مؤكداً أنها كانت جزءاً من الاتفاق النووي بينما انسحبته الولايات المتحدة، مع القول إنه رغم الدعوات المستمرة لإيران للعودة إلى طاولة المفاوضات فإن استجابتها جاءت متأخرة. وأشار إلى أن بلاده ستظل تبذل ما في وسعها لدفع إيران نحو حلول سلمية وأنها تأمل أن يسود السلام في العالم.