توضح هذه الخطة أن الأم تستطيع تعليم الطفل تحمل المسؤولية تدريجيًا من خلال إشراكه في أعمال منزلية بسيطة ومهارات الحياة. وتؤكد أمثلة من اليابان أن التعليم في المراحل الأولى يركز على ترسيخ مفهوم المسؤولية والمشاركة، وهو ما يعود بالنفع على الطفل. وتختار الأم مهامًا منزلية مناسبة لعمر الطفل بحيث يستفيد من التجربة دون أن يشعر بأنها عبء. على سبيل المثال، في عمر السنتين أو الثلاث سنوات قد لا يستطيع غسل الأطباق، لكنه يستطيع ترتيب ألعابه ووضع الملابس المتسخة في سلة الغسيل.

تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يشاركون في الأعمال المنزلية يكتسبون ثقة أكبر ويصبحون أكثر مسؤولية، كما يتعلمون منذ الصغر كيفية التوازن بين العمل واللعب. وتوضح الأكاديمية الأمريكية لطب نفس الأطفال والمراهقين أن إشراك الأطفال في الأعمال المنزلية يعزز استقلاليتهم. كما تساهم الممارسة المستمرة في تعزيز الانضباط وتقلل الاعتماد على التكنولوجيا. ومن أمثلة التوجيه الناجحة أن اختيار المهام يعتمد على العمر والقدرات، وتتحول هذه المهام إلى روتين يومي يحقق فائدة كبيرة.

أعمال منزلية مناسبة حسب العمر

من عمر 2 إلى 3 سنوات يستطيع الطفل البدء بإشراك بسيط في المنزل. يمكنه التقاط الألعاب ووضعها في مكانها، والمساعدة في وضع الأشياء الصغيرة في الغسالة تحت إشراف الأم، وإعادة الملابس المتسخة إلى سلة الغسيل. يلاحظ أن هذه المهمات تعزز لديه الشعور بالإنجاز وتدفعه للمشاركة بشكل أوسع مع مرور الوقت. تساهم هذه التجارب في بناء الثقة بالنفس والاعتماد تدريجيًا على نفسه.

من عمر 4 إلى 5 سنوات يبدأ الطفل في تحمل مهام أكثر تعقيدًا. يمكنه إعداد الطاولة قبل الوجبات ومسح الطاولة بعد الانتهاء، إضافةً إلى رّي النباتات الداخلية والمساعدة في إطعام الحيوانات الأليفة. هذه الأنشطة تساهم في تنظيمه وتعلّمه ترتيب الأولويات وتقدير العمل المنزلي. مع تدريب مستمر يصبح الأداء أكثر سلاسة مع الزمن.

من عمر 6 إلى 8 سنوات يمكنه تنفيذ مهام أوسع مثل المساعدة في تحضير الطعام وتنظيف الأحواض والأسطح في الحمام. كما يمكنه طي الغسيل وجمع القمامة وتنظيف الميكروويف. يؤدي هذا إلى تعزيز مهارات التنظيم والاعتماد على النفس في المهام المنزلية اليومية. يساعده على فهم أهمية النظافة وترتيب المنزل.

من عمر 9 إلى 11 عامًا يواصل الطفل تنفيذ ما سبق مع إضافة إعداد وجبات بسيطة. ويمكنه إخراج القمامة أو إعادة التدوير وتنظيف أجزاء إضافية من دورة المياه. تجربة هذه المهام تقوي القدرة على التخطيط والتنظيم وتطوير حس المسؤولية. تسهم بتعزيز الاعتماد على النفس وإدراك أن الجهد المنزلي يساند الحياة اليومية.

من عمر 12 إلى 14 عامًا يقدِر أن يقوم الطالب بتنظيف الحمام بشكل كامل ووضع خطة أسبوعية للوجبات. كما يمكنه الإشراف على الأشقاء الأصغر سنًا. يرتبط ذلك بتطوير قدرات التخطيط وتنظيم الوقت وتحمل مسؤولية أكبر في المنزل. يؤدي استمرار الدعم والتشجيع إلى ترسيخ عادات يومية سليمة وتخفيض الاعتماد على التكنولوجيا.

شاركها.
اترك تعليقاً