يرتبط الرضاعة الطبيعية في الأيام الأولى من الحياة أحيانًا بمشكلات في المص وإشباع الطفل، وتظهر أسبابها أحيانًا نتيجة عوامل غير معروفة. قد يواجه الطفل صعوبة في تثبيت فمه على الثدي لفترة كافية، ويظل يرضع لفترات طويلة بلا أن يحصل على كمية كافية من الحليب. كما تلاحظ الأم وجود ألم متكرر في الحلمات وتشققات نتيجة الاحتكاك المستمر أثناء الرضاعة. وفي بعض الحالات قد يكون السبب وجود مشكلة طبية تحتاج إلى تقييم متخصص.
ما هو التصاق اللسان؟
يُعرَف التصاق اللسان بأنه وجود شريط نسيجي قصير أسفل اللسان يقيّد حركته. تختلف شدته من طفل لآخر، فبعض الأطفال يظهرون تقييداً بسيطاً بينما يعوق آخرون الرضاعة بدرجة ملحوظة. غالباً ما تظهر علامات المشكلة أثناء الرضاعة، حيث يبدو أن الرضيع يلتقط الثدي بصعوبة أو يظل يرضع لفترات طويلة بلا إشباع. إذا تُركت هذه الحالة من غير علاج، فقد تؤثر لاحقًا على النطق وتطور الأسنان.
الأعراض عند حديثي الولادة
قد يواجه الرضيع صعوبة في تثبيت فمه بشكل محكم على الحلمة، ما يجعل المص غير فعال. يرضع غالبًا لفترات طويلة دون أن يشبع، وقد يصدر صوت فرقعة أثناء المص. ينهض غالبًا ليأخذ استراحة متكررة خلال الرضاعة بسبب التعب أو الألم. بالنسبة للأم، قد يظهر ألم الحلمات وتشققات جلدية مستمرة، كما قد تقل كميات الحليب نتيجة عدم تفريغ الثدي بشكل كافٍ.
التشخيص والفحص السريري
يتبع طبيب الأطفال خطوات منهجية للكشف عن وجود اللسان المربوط. يطرح أسئلة حول جودة الرضاعة وتواترها ومقدار التغذية التي يحصل عليها الطفل. يراجع الطبيب وزنه باستمرار لأنه يمكن أن يشير بطء نموه إلى وجود مشكلة في الرضاعة. يقوم بالفحص المباشر لمقدرة اللسان على الحركة والامتداد وملاحظة مدى شد الرباط في وضعيات مختلفة.
خيارات العلاج والتدخل المبكر
تتوفر خيارات غير جراحية لتخفيف الصعوبات، منها تعديل وضعية الرضاعة والقيام بتمارين للسان والفك ومساعدة الأم لتخفيف الألم خلال الرضاعة. في بعض الحالات يتطلب التدخل الجراحي بقطع الرباط أو تحرير اللسان باستخدام أدوات مثل المقص أو الليزر، وهو إجراء سريع وآمن نسبياً يسمح للرضيع بالرضاعة مباشرة بعده. كما قد تُستخدم العلاجات المساندة مثل العلاج المهني أو تقويم العظام لتخفيف التوتر العضلي في الرقبة والفك. يساعد ذلك في تحسين حركة اللسان وتخفيف المشاكل المرتبطة بالرضاعة وبناء الثقة تدريجيًا.
أهمية التدخل المبكر
تسهم الاستجابة المبكرة في حل المشكلة في ضمان حصول الطفل على تغذية كافية وتخفيف قلق الوالدين المستمر. كما يوفر التدخل المبكر للطفل فرصة لنمو صحي للفك والأسنان ويقلل من احتمال وجود اضطرابات النطق لاحقًا. كما تؤكد النتائج المتداولة أن التقييم والعلاج المبكرين يحدان من أثر المشكلة على التطور العام للطفل.