تؤكد الدراسات أن انقطاع النفس النومي لدى الأطفال يرتبط بمخاطر صحية متعددة، منها اضطرابات القلب والسكري وتراجع الأداء الدراسي. يظهر المرض عندما يعاني الطفل من انقطاع متكرر في التنفس أثناء النوم. وتبرز العلامات التحذيرية التي لا يجوز تجاهلها، والتي يمكن رصدها من خلال سلوك النوم واليقظة لدى الطفل. كما تؤكد الوقاية أهمية اتباع نهج متكامل يتضمن تحسين التغذية وتعزيز النشاط البدني واتباع عادات نوم صحية.

علامات تحذيرية رئيسية لدى الأطفال

يعتبر الشخير المزمن والصاخب علامة إنذار رئيسية تدل على وجود صعوبة في مرور الهواء عبر المجاري التنفسية أثناء النوم. ويختلف هذا الشخير عن الشخير العرضي؛ فهو منظم ويصحبه صوت عال يشبه الاختناق. وينتج الصوت عن اهتزاز الأنسجة الرخوة في الحلق نتيجة المقاومة الهوائية، ما يستدعي استشارة الطبيب لتقييم الحالة.

يظهر الخمول والنعاس النهاري كعلامة واضحة لدى الأطفال المصابين بانقطاع النفس النومي. عند الاستيقاظ، يواجهون صعوبة ويكونون متعبين رغم قضاء ساعات نوم كافية، وتزداد التثاؤبات والتشتت الدراسي. قد يصل الأمر إلى النوم غير الإرادي أثناء الأنشطة اليومية.

يلجأ الأطفال المصابون بانقطاع النفس النومي إلى أوضاع نوم غير طبيعية لتسهيل التنفس خلال النوم. قد يميلون الرأس إلى الخلف بشكل مفرط، أو ينامون مع فتح الفم، أو يجلسون أثناء النوم. كما قد تظهر حركات متكررة مثل التقلب المستمر ونوبات الاستيقاظ المفاجئة.

قد تظهر علامات إضافية أخرى تشمل الاستيقاظ المتقطع ليلاً والشعور بالتعب عند الاستيقاظ. كما قد يترافق ذلك مع ضعف النمو أو زيادة في الوزن، وأحياناً فرط النشاط أو سلوك عدواني خصوصاً عند الأطفال الصغار. وتنصح العناية الطبية بالمتابعة إذا ظهرت هذه الأعراض أو تزايدت حدتها.

وقاية مبكرة من انقطاع النفس النومي

تنظيم التغذية يشكل حجر الأساس في التعامل مع هذه الحالة. ينصح بأن تكون وجبة العشاء قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات، مع التركيز على أكلات خفيفة قليلة الدسم والسكريات وتجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم. كما يجب استبدال المشروبات الغازية والعصائر المحلاة بالماء أو الحليب الدافئ، والتأكد من أن العشاء متوازن ويحتوي على بروتين وخضروات.

النشاط البدني المنتظم له دور محوري في تعزيز جودة النوم وتحسين وظيفة التنفس. يساعد على تقوية عضلات الجهاز التنفسي وتحسين الدورة الدموية، ويفضل ممارسة التمارين الهوائية مثل المشي السريع والسباحة وركوب الدراجات لمدة ساعة يوميًا. يمكن أيضًا دمج النشاط البدني في الروتين اليومي عبر صعود السلالم واختيار الألعاب الحركية.

تحسين جودة النوم يرتبط بالعادات اليومية المحيطة بالنوم. إن إنشاء بيئة نوم مريحة بإطفاء الأنوار وتقليل الضوضاء والحفاظ على درجة حرارة مناسبة يسهم في الاسترخاء والقدرة على النوم العميق، كما يجب الالتزام بجدول نوم منتظم. كما يُستحسن الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لمدة ساعة واحدة على الأقل، والاعتماد في ذلك على أنشطة استرخاء كالمطالعة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.

هذه الإجراءات الوقائية لا تقتصر فائدتها على تقليل مخاطر انقطاع النفس النومي فحسب، بل تعزز الصحة العامة ونوعية الحياة لدى الأطفال. كما تؤكد الإرشادات على أهمية متابعة الطبيب عند ظهور أي من الأعراض أو استمرارها. وينبغي على الأهل استشارة الطبيب المختص في حال ملاحظة أي علامة مقلقة أو تفاقم في الأعراض.

شاركها.
اترك تعليقاً