تعلن جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس نتائج دراسة حديثة أن غثيان الصباح ليس مجرد إزعاج عابر. تشير النتائج إلى أن هذه الأعراض تمثل تكييفاً بيولوجياً تطورياً يهدف إلى حماية الجنين من مخاطر غذائية محتملة. نُشرت الدراسة في مجلة التطور والطب والصحة العامة. شارك في العمل الباحثة مولي فوكس، أستاذة الأنثروبولوجيا والمؤلفة المشاركة، وتولت دايون كوون القيادة البحثية، بينما كان دانيال فيسلر أستاذ الأنثروبولوجيا والمؤلف المشارك.

إشارات صحية للحماية التطورية

تشير النتائج إلى أن انتشار الغثيان وتجنب بعض الروائح لدى نحو ثمانين في المئة من الحوامل في المراحل المبكرة يعكس آلية دفاع مناعية. يرى الباحثون أن هذه الأعراض ليست علامة على وجود مشكلة وإنما استجابة صحية للجسم. أكدت مولي فوكس أن التحدي أمام الأم هو حماية نفسها والجنين معاً، رغم أن الجنين وراثياً يمثل نصف الأب والنصف الأم. تفتح هذه الرؤية الباب لفهم أعمق لتطور الحمل وتسهيل تقبل هذه الأعراض كجزء من النظام الصحي للأم في بيئة العمل.

توازن مناعي أثناء الحمل

في إطار دراستهم حلل الباحثون عينات دم لقياس جزيئات الجهاز المناعي المعروفة بالسيتوكينات التي تنظم الالتهابات. وجد الفريق أن النساء اللواتي عانين من الغثيان ونفور الروائح أظهرن ميلاً واضحاً لتوازن مناعي يحفز الالتهاب بشكل أعلى من المعتاد. يتوافق هذا مع فكرة التكيف التطوري الذي يحمي صحة الأم والجنين معاً.

تطبيقات عملية في مكان العمل

تشير نتائج الدراسة إلى أن فهم أعراض الحمل كجزء من الصحة الشاملة قد يعزز التسهيلات في مكان العمل ويقلل الوصمة المرتبطة بالغثيان المبكر. تذكر دايون كوون أن النتائج قد تفتح باباً لتوفير مزايا الرعاية الصحية والموارد اللازمة لدعم الأمهات. وبذلك يمكن تفسير هذه الأعراض كإشارات طبيعية نحو حماية الجنين وتوجيه بيئة العمل لدعم صحة المرأة الحامل.

شاركها.
اترك تعليقاً