أعلنت الراقصة دينا في حوارها ببرنامج بتوقيت الشمس عن وجود دور علاجي للرقصة، وقالت إن عدداً من الأطباء النفسيين يرسلون لها حالات يعاني أصحابها من الاكتئاب ليخضعوا لجلسات علاجية قائمة على الحركة والرقص. وأوضحت أن العلاج بالرقص أصبح من المجالات المعترف بها في الطب النفسي، مكررة أن بعض الأطباء يحيلون مرضى الاكتئاب إلى هذه الجلسات. كما لفتت إلى أن ذلك يثير جدلاً حول مفهوم العلاج وخياراته ضمن الرعاية الصحية النفسية.
تشير المصادر الطبية إلى أن العلاج بالرقص Dance Movement Therapy (DMT) بات جزءاً من الممارسات المعترف بها في الطب النفسي. يوضح موقع Psychology Today أن هذا العلاج يساعد على تحسين المزاج وتخفيف التوتر وتقليل أعراض القلق والاكتئاب عبر الدمج بين الحركة الجسدية والتعبير العاطفي. وتشير الدراسات المنشورة في الجمعية الأمريكية للعلاج بالرقص إلى أن الرقص العلاجي يعزز تقدير الذات ويحفز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يمنح التجربة أثراً يجمع بين الجسد والعقل.
تشير مراجعات تجميعية إلى أن التدخلات الراقصة تقلل من أعراض الاكتئاب وتقلل القلق والتوتر، خاصة إذا مارسها الأفراد بانتظام بما يقارب 150 دقيقة أسبوعياً. كما أظهرت جلسات العلاج بالحركة والرقص نتائج إيجابية في تحسين المزاج وزيادة الميل إلى النشاط مقارنة بأشخاص لم يمارسوا نشاطاً مشابهًا. وتؤكد هذه النتائج أن الرقص كعلاج يتيح للجسد والدماغ تفاعلًا إيجابيًا مستمرًا إذا توافر الاستمرارية والبيئة الملائمة.
فوائد العلاج بالرقص
تخفيف الاكتئاب والقلق
تشير النتائج إلى أن التدخلات الراقصة تقلل من أعراض الاكتئاب وتخفف القلق والتوتر، مع فاعلية خاصة عندما يمارس الأفراد الرقصة بانتظام وبنحو 150 دقيقة أسبوعياً. كما يُلاحظ تحسن المزاج وزيادة الميل إلى النشاط مقارنةً بالأشخاص الذين لا يشاركون في نشاط مماثل. وتبرز أهمية الاستمرارية والبيئة الداعمة في تعزيز الأثر العلاجي.
تحسين القدرات المعرفية
تشير الدراسات إلى أن الرقص يعزز الذاكرة والانتباه والتفكير لدى كبار السن، ويساعد في تأخير تدهور القدرات الإدراكية المرتبط بالعمر. وفي سياقات أخرى، يُستخدم الرقص لتحسين صورة الجسد والقبول بالذات، ما يفيد من يعانون من مشكلات في تقدير الذات أو اضطرابات الأكل. الربط بين الحركة والتفاعل مع الواقع يساعد في تعزيز الصحة النفسية بشكل عام.
التعبير غير اللفظي والتحرر العاطفي
يوفر الرقص مساراً للتعبير عن المشاعر الداخلية التي قد يصعب التعبير عنها بالكلمات، بما في ذلك الألم والحزن والفرح. في حالات الصدمات النفسية، يساعد الرقص على استعادة الاتصال بالجسد وتخفيف الاستجابات الجسدية المرتبطة بالصدمة. يتيح المسار العاطفي للمشاركين تجربة التحرر العاطفي ضمن إطار آمن ضمن جلسة علاجية.
تقوية المرونة التنظيم العاطفي
يُعلم العلاج بالرقص المشاركين ملاحظة مشاعرهم والتعامل معها بشكل صحي، وهو أمر مهم لمرضى الاكتئاب والقلق. كما يعزز الثقة بالنفس والصورة الذاتية ويقوي الشعور بالانتماء من خلال التفاعل الجماعي في الجلسات. يسهم ذلك في بناء قدرة على تنظيم العواطف وتطوير استراتيجيات للتعامل مع التوتر اليومي.
كيف يعمل العلاج بالرقص عمليًا
تُقام الجلسات مع معالج مختص يصممها لتشمل حركات تعبيرية وإيقاعاً وموسيقى وأحياناً رقصاً مرتجلاً. وتُمارس الجلسات بشكل دوري للوصول إلى نتائج ملموسة ومستدامة. وتُعتبر البيئة الآمنة والتفاعل الاجتماعي عنصرين أساسيين لتحفيز المشاركين على الاستمرار. غالباً ما يُدمج العلاج بالرقص مع طرق علاجية أخرى مثل العلاج بالكلام أو العلاج المعرفي السلوكي لتعزيز النتائج.