يبدأ العام الدراسي الجديد وتعلن وزارة الصحة عن إطلاق حملات التطعيمات داخل المدارس الحكومية والخاصة بهدف حماية الطلاب وتوفير بيئة تعليمية صحية وآمنة. وتنفذ الحملات على مستوى الجمهورية تحت إشراف فرق طبية متخصصة وتغطي جميع المراحل التعليمية الأساسية. وتأتي مبادرة عام 2025 بالتنسيق مع هيئة التأمين الصحي وتشمل جرعات أساسية ومنشطة ضد أمراض بكتيرية وفيروسية خطيرة مثل الالتهاب السحائي والدفتيريا والتيتانوس. وتؤكد الوزارة أن التطعيمات آمنة تمامًا، وخضعت للفحص والاعتماد وفق أعلى المعايير العالمية.
جدول اللقاحات حسب المرحلة التعليمية
الصف الأول الابتدائي يحصل الطفل على تطعيم السحائي للوقاية من الحمى الشوكية. يسهم هذا التطعيم في بناء مناعة تمنع عدوى خطيرة قد تؤثر على وظائف المخ والجهاز العصبي. يتابع البرنامج الصحي تنظيمه لضمان التنفيذ الآمن والفعّال بما ينسجم مع المعايير الوطنية. كما يؤكد الفرق الطبية أن التطعيم آمن ومتاح ضمن إطار الحملة في المدارس المختلفة.
الصف الثاني الابتدائي يتلقى الطلاب جرعة من تطعيم الدفتيريا وتيتانوس. يهدف التطعيم إلى حماية الجهاز التنفسي من الالتهابات الشديدة التي قد تمتد لتؤثر على القلب. تُنفذ البروتوكولات وفق جداول محددة وتحت إشراف فرق طبية لضمان سلامة الطلاب وتوثيق الاستكمال. وتُعتبر هذه الجرعة جزءًا من سلسلة الحماية المستمرة عبر مراحل التعليم القاعدة.
الصف الرابع الابتدائي يحصل على جرعة داعمة من التطعيم الثنائي لضمان استمرار الحماية. ترتبط هذه الجرعة بسلسلة الإجراءات الوقائية التي تكمل المناعة المكتسبة من الجرعات السابقة. وتُجرى متابعة تنفيذ اللقاحات وتدقيق سجل التطعيمات في المدارس لضمان استمرارية الوقاية. وتؤكد الجهات الصحية أن الهدف هو حماية الطلاب طوال سنواتهم الدراسية.
الصف الأول الإعدادي يحصل الطالب مرة أخرى على تطعيم السحائي لتجديد المناعة ضد المرض. وتستمر آليات المتابعة لضمان وصول التطعيم إلى جميع الطلاب وفق المواعيد المحددة. وتؤكد الجهة الصحية أن هذا التطعيم جزء أساسي من منظومة الحماية في مراحل التعليم الأولى. كما يتم تهيئة النظام الصحي لإدارة أي احتياجات طارئة تتعلق بالتطعيمات خلال العام الدراسي.
طبيعة اللقاحات
لقاح الالتهاب السحائي يُعطى بالحقن ويحفّز الجسم على تكوين أجسام مضادة تحمي المخ والحبل الشوكي من العدوى. يعتبر من اللقاحات الأساسية ضمن الحملة ويستهدف تقليل حالات المرض الشديد المرتبط بالحمى الشوكية. كما أن آثاره الجانبية عادة بسيطة وتُسجل وفق ما يحدده النظام الصحي الوطني. تؤكد الدراسات سلامة التطعيم ومدى فعاليته في حماية فئة الطلاب خلال سنوات التعليم.
الثنائي البكتيري (دفتيريا وتيتانوس) يتكون من أجزاء غير نشطة من البكتيريا أو سمومها، وهو ما يسمح بتدريب الجهاز المناعي دون التسبب في المرض. يمنح هذا التطعيم حماية الجهاز التنفسي ويقلل من مخاطر الإصابات الخطيرة التي قد تصل إلى القلب والعضو التنفسي. وتُعطى الجرعات وفق بروتوكولات وطنية مع مراعاة فترات الاستدعاء الحيوي. وتُعد الجرعات المنشطة ضرورية للحفاظ على مستوى الحماية مع مرور الوقت.
الجرعات المنشطة تهدف إلى إبقاء المناعة نشطة وفعالة مع مرور الوقت، حيث يتراجع مستوى الحماية تدريجيًا. تعتمد على إعادة تنشيط الاستجابة المناعية بعد سنوات من التطعيم الأولي. وتُنفذ وفق جداول وطنية محددة وتحت إشراف فرق طبية متمرسة. وتُعتبر هذه الجرعات جزءًا أساسيًا من الحفاظ على وقاية الطلاب طوال مسيرتهم التعليمية.
وتوضح الدكتورة نهال الرفاعي، استشاري طب الأطفال بجامعة القاهرة، أن التطعيمات المدرسية تشكل خط الدفاع الأول عن صحة الطلاب. وتشرح أن تطعيم السحائي يمنع عدوى خطيرة قد تسبب فقدان السمع أو تضر الجهاز العصبي، وتطعيم الدفتيريا يحمي الجهاز التنفسي من الالتهابات الشديدة التي قد تصل إلى القلب، وتقي التيتانوس الأطفال من العدوى البكتيرية عبر الجروح. وتؤكد أن الجرعات المنشطة ضرورية لاستمرار الحماية مع تقدم العمر ورفع مستوى المناعة عبر السنوات. كما تؤكد أن هذه التطعيمات ليست مجرد إجراء روتيني، بل وسيلة أساسية لضمان أمان النمو والصحة العامة للطفل.
رغم أن التطعيمات آمنة، توجد حالات قد تمنع الطفل من الحصول عليها مثل وجود أمراض مزمنة غير مستقرة. كما يمكن أن تكون لدى الطفل حساسية شديدة تجاه مكونات التطعيم، أو تتراجع حالته الصحية بشكل عام أثناء الحملة. وتوضح وزارة الصحة أن هذه الحالات تستلزم تقييمًا طبيًا فرديًا وتحديد البدائل الملائمة وفق السلامة العامة للمريض والطلاب الآخرين. وتؤكد بهذا الخصوص أهمية متابعة الحالات الصحية والتنسيق بين المدرسة والجهات الصحية لضمان وصول التطعيمات بأمان وفي الوقت المناسب.