زار قداسة البابا تواضروس الثاني دير السيدة العذراء وملاك ميخائيل بصنبو التابع لإيبارشية ديروط وصنبو، وذلك في إطار زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط التي بدأها اليوم. استقبلت راهبات الدير القداسة بالألحان والشموع والورود، ورُفع في الدير صوت التسبحة والترتيل ترحيبًا بالزيارة. وبعد صلاة الشكر ألقى قداسة البابا كلمة استند فيها إلى مقطع من تحليل صلاة الساعة السادسة من النهار وهو: “اعطنا وقتًا بهيًّا وسيرة بلا عيب وحياة هادئة لنرضي اسمك القدوس”. توجّه في كلمته إلى أربعة أمور يشرحها بتأمل وتوجيه روحي.

أبرز النقاط الأربع

اعطنا وقتًا بهيًّا: شرح البابا أن اللمعان يكون من النقاء الداخلي الذي يظهر خارجيًا حين نكرس أوقاتنا للصلوات والتسبحة اليومية وقراءة الكتاب المقدس الذي هو أنفاس الله. فقراءة الكتاب المقدس تعتبر كتنفس أنفاسه، وكأننا نستنشقه لنحيا في دفء النقاء. وإذا سادت روح النقد والضجر والعناد فينا سحب منّا هذا الوقت البهي وتبدد. وهكذا يصبح الزمن مفعمًا بالحياة عندما نميّز بين النقاء الداخلي والخارجية ونكرس حياتنا لله.

سيرة بلا عيب: أوضح القديس يوحنا الذهبي الفم أن “السيرة النقية تسد فم الشيطان وتبكمه”، وهي تشبه الرائحة التي إذا كانت طاهرة تنتشر كعبير طيب. وتابع أن الصلوات النقية المرفوعة في أديرتنا هي التي تحمي كنيستنا وتحفظ بلادنا. تبقى السيرة النقية ترجمة عملية للنقاء الداخلي في حياتنا اليومية، وتؤثر فيمن حولنا بالبر والتقوى. وتعزز هذا التأثير في المجتمع والكنيسة.

حياة هادئة: قال البابا إن الهدوء سمة الحياة الأصلية، وأن الناس يحبون الحياة الريفية التي تتسم بالسلام، فطوبى لمن يحيا حياة هادئة مملوءة بالسلام كما ورد في الإنجيل: “طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ يُدْعَوْنَ” (مت 5:9). وهذا يذكّر بأن السكينة الداخلية تثمر واقعًا اجتماعيًا هادئًا ومثمرًا. كما شدد على أن السكينة لا تعني الفراغ بل التوافق مع إرادة الله وخدمة المجتمع.

لنرضي اسمك القدوس: اختتم البابا كلمته بأن الهدف من الثلاثية اعطنا وقتًا بهيًّا وسيرة بلا عيب وحياة هادئة يتحقق عندما نعمل معًا بروح مناقشة وتواضع. فالتقوى المتأصلة في الزمن الصالح والصلاة والتدبر تقود إلى رضى الله وتثبيت اسم القدوس. وبذلك تتحول هذه الثلاثية إلى مسار عمل يومي يساعد الكنيسة ووطنها على الاستمرار في الخدمة والحفظ.

شاركها.
اترك تعليقاً