أعلنت فرق بحثية من ألمانيا وكاليفورنيا نتائج جديدة حول تأثير الدورة الشهرية على بنية الدماغ عند النساء. استخدمت تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدمة لمسح أدمغة المشاركات خلال ست مراحل مختلفة من الدورة. شملت النتائج أكثر من 50 امرأة، وأظهرت أن الحُصين يزداد سماكته مع ارتفاع هرمون الإستروجين، ثم يعاد تشكيله مع زيادة البروجستيرون، ما يشير إلى دورة إعادة تشكيل شهرية في الدماغ. وبما يعكس ذلك، تُظهر النتائج مرونة غير مسبوقة في الدماغ البالغ للمرأة.
تفاصيل الدراسات
أجرت الدراسة بقيادة الدكتورة جوليا ساخر من معهد ماكس بلانك مسحاً دقيقاً لأدمغة المشاركات خلال ست مراحل من الدورة. أظهرت النتائج أن الحُصين يتغير بناؤه مع ارتفاع الإستروجين ثم يعاد تشكيله مع زيادة البروجستيرون، وهو ما يمثل دورة إعادة تشكيل بنيوية شهرية في الدماغ. تشير النتائج إلى أن التغير في الدماغ ليس حجماً فحسب بل يعكس تغيّرات بنيوية ووظيفية. تعزز هذه الدراسة فكرة أن الدماغ يتأثر باستمرار بالدورة الهرمونية وأن هناك إعادة تنظيم دورية تحدث كل شهر.
التأثير على الاتصالات العصبية
في دراسة ثانية أُجريت في جامعة كاليفورنيا سانتا باربارا، لاحظ الباحثون أن التغيرات الهرمونية لا تؤثر في الحجم فحسب بل تمتد إلى كفاءة الاتصالات بين مناطق الدماغ عبر مسارات المادة البيضاء. رُصدت تعديلات في هذه المسارات تسهم في تعزيز سرعة وكفاءة نقل المعلومات العصبية بين المناطق المختلفة. هذه النتائج تدعم فكرة أن الدورة الشهرية قد تحمل تأثيراً وظيفياً على الشبكات العصبية وليست مجرد التغيرات البنيوية. وتؤكد النتائج أن التغيرات الهرمونية تظهر كمرونة وظيفية في الدماغ وليست ثابتة كما كان يُعتقد.
التحفظات والتداعيات
رغم أهمية النتائج، يشدد العلماء على أن هذه التغيرات لا تعني بالضرورة وجود تقلبات إدراكية أو عاطفية مثل ضباب الدماغ أو نوبات المزاج، خاصة أن المشاركات لم تبلغ عن أعراض مرتبطة بتلك التغيرات في الدراسات المعنية. يؤكد الباحثون أن هناك حاجة إلى دراسات إضافية لفهم خصوصية الدماغ الأنثوي وتأثيرات الدورة الهرمونية عليه بشكل أوسع. كما تقول العالمة إميلي جاكوبس إن وجود دليل مادي على إعادة تشكيل الدماغ لدى النساء يدفع إلى إعادة النظر في الفرضيات التقليدية حول استقرار بنية الدماغ، مع التأكيد على مرونة العصبية المذهلة. وتبرز النتائج أن الصورة الدماغية أكثر تعقيداً مما كنا نتصور، ما يستدعي إطاراً بحثياً أوسع يراعي فروقات الجنسين في الدراسات العصبية.