أعلن فريق من الباحثين بجامعة نانينغ الصينية عن نتائج جديدة تتعلق بالشاي الأسود. أظهروا أن الشاي الأسود غير المحلى قد يسهم في خفض مخاطر أمراض القلب عندما يُتناول ضمن نطاق استهلاك محدد. أجروا تحليلًا منهجيًا ومشتركًا شمل 14 دراسة سابقة وتراكمت بياناتها على نحو مليون مشارك. تشير النتائج إلى وجود ارتباط واضح بين استهلاك الشاي الأسود وخفض مخاطر أمراض القلب.

وتوضح النتائج أن تناول 10 أكواب يومياً من الشاي الأسود غير المحلى يعادل نحو 1.2 لتر في اليوم. يرتبط هذا النمط بانخفاض خطر أمراض القلب بنسبة تصل إلى 16% مقارنة بمن لا يشربون الشاي إطلاقاً. أما من يكتفون بشرب كوبين يومياً فتنخفض مخاطرهم بشكل محدود لا يتجاوز نحو 5%. اعتمدت هذه الاستنتاجات على تحليل بيانات 958,477 مشاركاً من دول مختلفة عبر 14 دراسة سابقة.

النتائج الأساسية

أوضح فريق البحث أن 16,990 من المشاركين أصيبوا بأمراض القلب خلال فترات المتابعة. تشير الحسابات إلى أن الاستهلاك العالي للشاي الأسود يرتبط بانخفاض واضح في احتمالات الإصابة مقارنة بغير الشاي. تدعم النتائج فكرة إدراج الشاي الأسود في نمط الحياة الصحي كخيار يمكن أن يساهم في الوقاية من الأمراض القلبية. مع ذلك، لا تُفسر الآلية الحيوية بعد بشكل دقيق ويؤكد الباحثون ضرورة إجراء مزيد من الدراسات.

التفسير والآلية

على الرغم من أن الشاي الأخضر يحظى بتقييمات صحية عالية، فإن هذه النتائج تبرز فائدة محتملة للشاي الأسود في الوقاية القلبية. يرجّح الباحثون أن مركبات فلافونويد في الشاي الأسود قد تسهم في تقليل الالتهابات وتحسين وظائف الأوعية الدموية، غير أن الآلية الدقيقة تبقى غير مؤكدة. تشير النتائج إلى أن التأثير قد يعتمد على الصورة الكلية للنظام الغذائي ونمط الحياة وليس على الشاي وحده. وتؤكد الدراسة أن مزيداً من الأبحاث مطلوبة لفهم التغيرات البيولوجية المسؤولة عن هذه العلاقة.

تنبيهات وتوجيهات صحية

تنصح التوجيهات الصحية بعدم الإفراط في تناول الشاي، خاصة لمن يعانون من مشاكل في الكلى أو يتناولون أدوية يمكن أن تتفاعل مع الكافيين. يوحي الباحثون بإدراج الشاي الأسود ضمن نمط حياة صحي باعتدال، مع مراعاة التفاوتات الفردية في التحمل الصحي. تؤكد النتائج أنه ليس من المستحب الاعتماد على الشاي وحده كوسيلة وقائية، وإنما جزء من أسلوب حياة متكامل.

شاركها.
اترك تعليقاً