تظهر التثاؤبات كاستجابة جسدية لا إرادية تتضمن استنشاقًا عميقًا ثم زفيرًا. وترافقها عادةً تمدد بالجسم وارتفاع مؤقت في معدل ضربات القلب. وتحدث هذه الظاهرة بين البشر والحيوانات، ولا تقتصر على التعب أو الملل فقط بل قد ترافقها حالات إدراكية أخرى. وتُطرح فكرة رئيسة بأن التثاؤب يساعد في تبريد الدماغ من خلال سحب هواء أبرد وزيادة تدفق الدم إليه.
التثاؤب المعدي
يتسم التثاؤب أيضًا بطابعه المعدي، إذ يمكن أن يحفزه رؤية أو سماع صوت أو حتى التفكير في التثاؤب لدى الآخرين. يرتبط الاستجابة الاجتماعية والتعاطف بهذا السلوك، فالأشخاص المرتبطون اجتماعيًا بشكل أقوى يبدون عرضة أكبر للتثاؤب عند متابعة الآخرين. وتشير الدلائل إلى أن الاستجابة المعدية تقل عند الأطفال الصغار والأشخاص المصابين بالتوحد، مما يوحي بأن الدارات العصبية الاجتماعية والذكاء العاطفي تلعب دورًا. ويمكن أن يكون التثاؤب المعدي تطورًا كوسيلة تواصل جماعي للإشارة إلى التعب أو اليقظة.
أبعاد أخرى للتثاؤب
يمتاز التثاؤب أيضًا بارتباطه بالحالات العاطفية مثل القلق والترقب، حيث يظهر في مواقف التوتر الشديد. يقترح بعض الباحثين أنه يعمل كآلية لإعادة ضبط الدماغ والانتقال بين حالات اليقظة والاسترخاء قبل المهام الصعبة. طرحت نظريات قديمة تفسير زيادة استنشاق الأكسجين أثناء التثاؤب، إلا أن النتائج الحديثة أظهرت أن هذه الفكرة ليست العامل الحاسم وراء الظاهرة.