أعلنت دراسة علمية حديثة وجود ارتباط واضح بين فصيلة الدم A وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة. حلّلت البيانات لأكثر من 17 ألف مريض بالسكتة الدماغية، مقارنة بنحو 600 ألف شخص دون إصابة. وأظهرت النتائج أن حاملي فصيلة الدم A، وتحديدًا الجين المرتبط بفصيلة A1، لديهم فرصة أعلى بنسبة 16% للإصابة بسكتة دماغية قبل سن الستين. في المقابل تبين أن أصحاب فصيلة الدم O1 يتمتعون بمخاطر أقل تصل إلى 12%، وفقًا لموقع ساينس أليرت.

وذكر ستيفن كيتنر، أخصائي الأعصاب الوعائية بجامعة ميريلاند والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن الأسباب الدقيقة وراء ارتفاع الخطر لا تزال قيد البحث، لكن من المحتمل أن ترتبط بعوامل التخثر مثل نشاط الصفائح الدموية ووظائف الخلايا المبطنة للأوعية والبروتينات المتداولة في الدم التي تساهم في تكوين الجلطات. تؤدي هذه العوامل إلى زيادة احتمالية تكون الجلطات وتهميش الخطر على حاملي فصيلة الدم A. كما أشارت النتائج إلى أن هذه العوامل تلعب دوراً في تفسير الفروق بين الفئات العمرية في الخطر.

الفروق بين السكتة المبكرة والمتأخرة

أظهرت الدراسة أن السكتات التي تصيب الشباب عادةً ما تكون ناجمة عن عوامل تخثر الدم، بينما ترتبط السكتات التي تظهر في مراحل عمرية متقدمة – فوق 65 عامًا – بتصلب الشرايين. وبالإضافة إلى ذلك، يزداد الخطر مع التقدم في العمر، خاصة بعد تجاوز سن 55 حيث تتضاعف المخاطر كل عقد. وتؤكد النتائج أن العمر عامل محوري في زيادة الخطر مع مرور الوقت، وهو ما يعكس نمطين مختلفين من أسباب السكتة لدى فئات عمرية مختلفة.

كما بينت النتائج أن أصحاب فصيلة الدم B معرضون لخطر أعلى بنسبة 11% للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بغيرهم، فيما يحمل أصحاب فصيلة الدم O1 أقل المخاطر. تشير أبحاث سابقة إلى أن التسلسل الجيني لفصائل الدم A وB يرتبط بزيادة احتمال الجلطات الوريدية وتكلس الشرايين التاجية، مما يعزز احتمال حدوث النوبات القلبية.

التوصيات المستقبلية وأهميتها

رغم هذا الارتباط، تؤكد الدراسة أن الخطر الإضافي لدى حاملي فصيلة الدم A يبقى محدودًا ولا يستدعي إجراءات فحص خاصة في الوقت الراهن. كما دعت إلى مواصلة الدراسات لفهم الآليات البيولوجية التي تربط تركيبة فصائل الدم بخطر الإصابة بالسكتة المبكرة، وهو ما قد يفتح آفاقًا جديدة للوقاية والعلاج في المستقبل. كما دعت إلى تعزيز الوعي بفصائل الدم وتأثيرها في الوقاية من السكتة وتقليل الخطر لدى المجتمع.

شاركها.
اترك تعليقاً