يبدأ أولياء الأمور بملاحظة سلوكيات جديدة لدى أبنائهم داخل الصف أو أثناء المذاكرة في المنزل. يشكو بعض الأطفال من عدم وضوح ما يكتب على السبورة أو من صعوبة متابعة الكتب الدراسية بوضوح. كما يلاحظ الأهل تراجعًا في مستوى التركيز لديهم مع مرور الوقت. وهذه المؤشرات قد تكون منبّهًا مبكرًا لوجود ضعف في البصر، وتستوجب المتابعة الطبية واليقظة.

ووفق ما أشارت إليه مؤسسة Johns Hopkins Medicine، تُعد مشاكل الرؤية غير المشخصة من العوامل التي قد تعيق تعلم الطفل ونموه الطبيعي، خاصة وأن الجهاز البصري يظل في طور النمو خلال السنوات الأولى. وهنا يأتي دور النظارات الطبية كأداة أساسية لدعم التطور البصري السليم. ولا غنى عن المتابعة الطبية الدورية والفحص الشامل عند الاشتباه بأي مشكلة بصرية.

لماذا يحتاج الطفل إلى نظارة

تُعد النظارات أداة أساسية لدعم التطور البصري للطفل إلى جانب العلاج الطبي إن وُجد. فهي لا تحسن فقط وضوح الصورة أمام العينين، بل تساهم في استقرار النمو البصري خلال مرحلة الطفولة. كما تُساعد في تقويم وضع العينين عندما يظهر الحول أو الانحراف، وتوفر حماية إضافية في حالات تفاوت قوة العينين.

وتشمل الأسباب الواضحة التي تستدعي ارتداء النظارة تحسين وضوح الرؤية عند وجود عيوب الانكسار، كما تساهم في تقوية العين الضعيفة المعروفة بالعين الكسولة وتصحح وضع العينين عند وجود حول أو انحراف. وتؤمن النظارات أيضًا حماية إضافية للعينين إذا كانت إحدى العينين أضعف من الأخرى وتحتاج إلى دعم في التوازن البصري.

علامات تستدعي القلق

ينبغي للأهل الانتباه إلى ميل الطفل برأسه أو تغطية إحدى العينين أثناء النظر، فهذه الإشارات قد تدل على وجود مشكلة بصرية. كما قد يجلس الطفل قريبًا من التلفاز أو يقترب من الأجهزة بشكل مفرط مما يشير إلى صعوبة في الرؤية. ويظهر على الطفل فرك العينين باستمرار وبشكل مبالغ فيه، إضافة إلى الشكوى من الصداع أو آلام العين مع نهاية اليوم. كما قد يضعف التركيز أثناء الواجبات التعليمية والدروس نتيجة وجود عيب بصري لم يتم تشخيصه مبكرًا.

إذ ظهرت علامات إضافية مثل الشعور بالصداع المتكرر وآلام العين مع نهاية اليوم، أو ضعف القدرة على متابعة الدروس، فهذه إشارات تستدعي فحصًا عينيًا لدى طبيب العيون. لا ينتظر الأهل حتى تتفاقم المشكلة، فالفحص المبكر يساعد على حماية النمو البصري. يتأكد الطبيب من وجود الحاجة إلى تدخلات بصرية مناسبة وتحديد أي خيار علاجي مناسب.

ما الخطوة التالية بعد فحص النظر؟

عندما يفشل الطفل في فحص النظر الأولي الذي تجريه المدارس غالبًا، يجب على الأهل توجيه الطفل إلى طبيب عيون لإجراء تقييم شامل. يقوم الطبيب بقياس حدة البصر والتحقق من محاذاة العينين وتقييم الإدراك البصري للعمق والتأكد من سلامة العينين من الداخل والخارج. وفي حال كان الطفل يرتدي نظارة بالفعل، يجب مراجعة الطبيب بشكل سنوي للتأكد من ملاءمة العدسات وتطور النظر مع العمر.

شاركها.
اترك تعليقاً