أظهرت تجربة حديثة أن الشباب الذين تناولوا وجبة إفطار تحتوي على 50 جراماً من الجوز أظهروا تحسنًا في اختبارات الذاكرة وردود الفعل لدى الأداء اليومي. كما أشار تحليل آخر لدراسات إنقاص الوزن إلى أن إدراج المكسرات ضمن أنظمة غذائية مقيدة بالسعرات لم يعوق التقدم في خفض الوزن، بل في بعض الحالات فقد الأشخاص الذين تناولوا المكسرات وزناً أكبر من أولئك الذين لم يتناولوها. وتؤكّد النتائج أن المكسرات تمثل مزيجاً من البروتين والألياف والدهون الصحية، ما يساعد على الشعور بالشبع وحماية الصحة على المدى الطويل.

فوائد صحية للمكسرات

تشير الدكتورة جريس كينجسويل إلى أن حفنة صغيرة من المكسرات تحتوي على نحو 150 سعرًا حراريًا في اللوز، بينما يعتبر الجوز البرازيلي من أغنى المصادر النباتية للسيلينيوم، إلا أن هذه السعرات لا تتصرف كالسعرات الفارغة الموجودة في الحلويات. وتبيّن الدراسات التي أجرتها وزارة الزراعة الأمريكية أن جزءاً من الدهون في المكسرات يبقى داخل جدران الخلايا ولا يصل إلى مجرى الدم، ما يعني أن الجسم لا يستفيد من جميع هذه الدهون كما في مصادر أخرى عالية الدهون. وتساعد مزيجات البروتين والألياف والدهون غير المشبعة على تنظيم الجوع ونسب السكر في الدم، مما يجعل الناس أقل ميلًا لتناول وجبات خفيفة لاحقاً.

أنواع المكسرات وفوائدها

الجوز غني بشكل خاص بأحماض أوميغا 3 والبروتين والبوليفينول، وأظهرت دراسة أجرتها جامعة ريدينغ أن إضافة 50 جراماً من الجوز إلى الإفطار أسهمت في ردود أفعال أسرع وذاكرة أوضح طوال اليوم. ويُعتقد أن أحماض أوميغا 3 تساهم في الحماية من أمراض الدماغ مثل الزهايمر والسكتة الدماغية. أما جوز البرازيل فهو عالي السيلينيوم، وهو عنصر أساسي لصحة الغدة الدرقية، لكن يجب الحذر من الإفراط في استهلاكه لأنه قد يكون ساماً إذا تجاوزت الكمية الآمنة؛ كما يوفر معادن مغنيسيوم ونحاس وفوسفور.

طرق تناول آمنة واستفادة من المكسرات

يُشير اللوز إلى أنه مصدر غني بالألياف وفيتامين E، حيث توفر حصة 30 جراماً نحو 4 جرامات من الألياف وتدعم صحة الأمعاء والمناعة، إضافة إلى فوائد فيتامين E المرتبطة بحماية القلب وبعض أنواع السرطان، مع الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه التأثيرات. وتوضح الدكتورة كينجسويل أن زبدة المكسرات ليست دائماً خياراً صحياً كما المكسرات الكاملة إذا احتوت على زيت النخيل أو سكريات مضافة، لذا يجب اختيار منتج يحتوي فقط على المكسرات مع قليل من الملح. وتذكر أن إضافة التوت أو البرتقال إلى الزبدة يعزز امتصاص الحديد، كما أن وضعها فوق الزبادي يوفر مجموعة من الأحماض الأمينية التكميلية، المعروفة بالتآزر البروتيني.

بالإضافة إلى ذلك، تقول كينجسويل إن تنشيط المكسرات عن طريق نقعها طوال الليل ثم تجفيفها ببطء في الفرن يجعل العناصر الغذائية أكثر توفرًا بيولوجياً وأسهل للهضم. وتؤكد أن المكسرات، بما أنها غنية بالألياف والدهون الصحية وتدعم استقرار سكر الدم، تشكل وجبة خفيفة مناسبة لإدارة الوزن. ينصح بتناول حوالي 30 جراماً يومياً كحد أقصى من المكسرات كجزء من نظام غذائي متوازن، مع التنويع بين الأنواع للاستفادة من قيمتها الفريدة.

شاركها.
اترك تعليقاً