أعلنت مجموعة من الباحثين من جامعة كامبريدج، ويونيفرسيتي كوليدج لندن، ومعهد فرانسيس كريك وبوليتيكنيك مونتريال عن تطوير تقنية مبتكرة تعرف بـ ASA-PD. تستخدم هذه التقنية الليزر لتعليم البروتينات في أنسجة الدماغ، وهذا ما أتاح للعلم رؤية تجمعات أوليغومرات ألفا-ساينوكلين وعدّها بدقة. وتستهدف هذه الرؤية فهم كيف يبدأ مرض باركنسون في الدماغ وربما تمهيد الطريق لعلاجات مستقبلية. كما تسمح بالكشف عن وجود هذه التجمعات في الدماغ قبل ظهور الأعراض وتحديد مواقعها بدقة.

التقنية والنتائج الأساسية

ودلّت النتائج على وجود البروتينات في أدمغة أشخاص أصحاء وأشخاص مصابين، لكن لدى المصابين كانت حجماً أكبر، وأكثر إشراقاً، وعددها أعلى، وهذا يربطها مباشرة بتطور المرض. رُصدت فئة فرعية من الأوليغومرات لم تظهر إلا لدى مرضى باركنسون، وتُعتقد أنها أول مؤشرات مرئية للمرض وربما قبل ظهور الأعراض بسنوات. وتبرز التقنية كخريطة شاملة للتغيرات البروتينية في الدماغ، ما يساعد في فهم أمراض تنكسية أخرى مثل ألزهايمر وهانتنغتون.

وتؤكد البروفيسورة سونيا غاندي من معهد فرانسيس كريك أن دراسة الدماغ البشري ضرورية لكنها معقدة للغاية، وتضيف أن الاكتشاف يفتح آفاقاً لفهم كيفية حدوث التجمعات وأين ومتى ولماذا تحدث، وهو ما قد يوجّه العلاجات مستقبلاً. كما يشير البحث إلى أن التشخيص الحالي غالباً ما يتم بناءً على الأعراض المتأخرة بعد استبعاد أمراض أخرى، وهو ما يؤدي إلى احتمال تشخيص خاطئ بنسبة نحو 25%. ويُتوقع عالمياً أن يتضاعف عدد المصابين ليصل إلى 25 مليون شخص بحلول عام 2050، مع أعراض مبكرة مثل الرعشة وتيبّس العضلات وبطء الحركة وفقدان حاسة الشم، إضافة إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق. ورغم وجود أدوية تخفف الأعراض عبر تعويض الدوبامين، لا توجد حتى الآن علاجات توقف المرض أو تبطئ مساره، ولا تزال الأبحاث تبحث عن العوامل المحفِّزة التي قد تشمل مزيجاً من الجينات والبيئة مع زيادة احتمال الإصابة بتقدم العمر.

التحديات والآفاق المستقبلية

شاركها.
اترك تعليقاً