فهم الهربس وأنواعه

توضح المصادر الطبية أن فيروس الهربس من بين الفيروسات الشائعة بين الأطفال والبالغين، وهو يسبب بثوراً مائية وتقرحات مؤلمة قد تظهر في أماكن مختلفة بالجسم وتترك بقعاً حولها غالباً حول الفم أو الأعضاء التناسلية. وتُشير إلى وجود نحو مئة نوع من فيروسات الهربس، لكن ثمانية أنواع فقط يمكن أن تصيب البشر، وأشهرها فيروس الهربس البسيط من النوعين HSV-1 وHSV-2، وفيروس الحماق النطاقي وفيروس تضخم الخلايا. يبقى فيروس الهربس البسيط في جسم المصاب مدى الحياة، عادة ما يكون خاملاً لكنه قد يعاود نشاطه مسبباً أوقات تفشٍ متكررة وفق عوامل عدة. ورغم عدم وجود لقاح نهائي لعلاج الهربس البسيط، إلا أن الأدوية المضادة للفيروسات يمكن أن تخفف تفشي المرض وتقلل من احتمالية نقل العدوى.

يتضمن النوعان الرئيسيان من الهربس البسيط HSV-1 وHSV-2؛ HSV-1 غالباً ما يسبب الهربس الفموي بينما HSV-2 أكثر ارتباطاً بالهربس التناسلي. يمكن لهذين النوعين أن يسببا أعراضاً في مناطق مختلفة من الجسم أيضاً، وليس من الضروري أن يبقى مكان العدوى نفسه. تظهر البثور عادة كفقاقيع مائية تنفتح ثم تتكون طبقة قشرية عندما تلتئم. يظل الفيروس معدياً حتى أثناء وجود القروح أو قبل ظهورها بفترة قصيرة.

طرق الانتقال والعوامل المحفزة

ينتقل فيروس الهربس البسيط بشكل رئيسي عبر التلامس المباشر بالجلد أو المخاط مع المنطقة المصابة، ولا ينتشر عبر أجزاء الجلد غير المصابة. تتراوح فترة حضانة العدوى من يوم واحد إلى 26 يوماً، وغالباً ما تكون بين ستة وثمانية أيام. تبرز المحفزات التي تزيد احتمال تفشي الفيروس مثل الحمى وضعف المناعة وتغير الهرمونات، إضافة إلى التعرض للشمس وعدوى الجهاز التنفسي العلوي والإجهاد الجسدي. وبناءً على ذلك، فإن الوقاية تتطلب تجنّب الاتصال المباشر مع المناطق المصابة وتجنّب لمس القروح حتى الشفاء.

الأعراض والعلاج

تتنوع الأعراض بحسب نوع العدوى: الهربس الفموي يظهر غالباً على الشفاه وفي محيط الفم مع إحساس بالوخز أو الحرقة قبل تشكّل البثور لمدة قد تصل إلى يومين. أما الهربس التناسلي فظاهر كبثور في المنطقة التناسلية مع أعراض قبل البروز مثل الحمى والصداع وتضخم الغدد الليمفاوية والحكة أو الوخز في المنطقة المصابة. قد تتباين حالات أخرى مثل هربس اليدين أو العينين، أو التهاب الدماغ والسحايا المرتبطين بفيروس الهربس. يُعالج المرض عادة باستخدام أدوية مضادة للفيروسات يصفها الطبيب وتتوفر بأشكال أقراص وكريمات وحقن وقطرات عين وفق نوع العدوى وشدتها وحالة مناعة المصاب.

الوقاية والتوقعات

تُعد الهربس عدوى مزمنة يمكن أن تنشط دورياً، وتختلف وتيرة النوبات بين الأفراد وتقل عادة مع التقدم في العمر، خاصة بعد سن 35. تميل النوبات الفموية إلى الانخفاض مع مرور الوقت، في حين قد تقل وتيرة النوبات التناسلية مع التقدم في العمر أيضاً. يمكن تقليل خطر نقل الفيروس إلى الآخرين عبر تجنّب الاتصال الوثيق مع المصاب حتى اختفاء الأعراض والتأكد من شفائها.

شاركها.
اترك تعليقاً