دور الدهون في انتشار سرطان المبيض
أعلن فريق البحث أن الخصائص الفيزيائية للدهون الحشوية تلعب دوراً حاسماً في انتشار سرطان المبيض داخل البطن. وتوضح النتائج أن الخلايا السرطانية تستهدف نسيج الدهون وتستغل بنيته اللينة للتحرك عبر المساحات الضيقة بكفاءة عالية. كما أُشير إلى أن الدراسة اعتمدت نماذج هندسية حيوية إضافة إلى عينات من المرضى لتقييم تأثير حجم الخلايا الدهنية وميكانيكا الأنسجة على حركة الخلايا السرطانية. وتبرز النتائج أن الإطار الميكانيكي للنسيج الدهني يمثل مساراً رئيسياً للنقل الخلوي المرتبط بالنقائل، وليس مجرد إشارات كيميائية.
طرق الهجرة والتشوهات الدهنية
خلافاً للدراسات السابقة التي اعتمدت على الإشارات الكيميائية الحيوية، يسلّط العمل الضوء على كيف أن الحجم الكبير للخلايا الدهنية وتشوّهها يتيحان “طرق هجرة” للخلايا السرطانية. وتبيّن النتائج أن هذه المسارات تمكن الخلايا السرطانية من التنقل عبر المساحات الضيقة دون أن تُضعف بنيتها، وهو عامل حاسم في بقائها وانتشارها. كما أظهر البحث ارتباطاً قوياً بين تشوه الخلايا الدهنية الناتج عن السرطان وكبر حجمها واتساع العنف المرضي لدى المرضى. كما تبرز أهمية الاعتماد على نماذج محاكاة الدهون المنفتحة على التفاصيل الهندسية لتقييم آليات الانتشار بشكل دقيق.
آفاق تطبيقية ومخططات مستقبلية
توضح الدراسة أن المنصة المصممة لمحاكاة الدهون تفتح آفاقاً لدراسة أنواع أخرى من السرطان المرتبطة بالدهون، مثل سرطان الدم وسرطان الثدي وسرطان المعدة. ويتعهد الفريق بمواصلة الأبحاث لاستكشاف تفاعل أنواع خلوية إضافية، مثل الخلايا الليفية والخلايا المناعية، مع الخلايا السرطانية أثناء غزوها للأنسجة الدهنية. كما يهدف إلى فهم كيفية تحفيز التحول الليفي في الأنسجة الدهنية وتأثير ذلك على مقاومة العلاجات. ويأمل في تطوير استراتيجيات تستهدف البيئة الدهنية نفسها لإيقاف انتشار الأورام من جذورها.