يشهد العالم في الثاني من أغسطس 2027 كسوفاً شمسياً كلياً يدوم لأكثر من ست دقائق، وهو أطول كسوف كلي في القرن الحادي والعشرين، وتتركز أنظار المشاهدين في مدينة الأقصر بمصر حين تنحجب الشمس خلف القمر ظهيرة اليوم المحلي.

موقع الحدث ومساره

سيمتد مسار الكسوف الكلي لمسافة تبلغ نحو 15227 كيلومتراً، بداية من المحيط الأطلسي الشمالي ثم عبر مضيق جبل طارق، فجنوب إسبانيا وشمال المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر، قبل أن يصل إلى اليمن وأجزاء من شرق إفريقيا، بينما ستشهد جنوب إسبانيا نحو ثلاث دقائق من الظلام في مدينتي قادش ومالقة، ويظهر الكسوف جزئياً في فرنسا بتغطية تصل إلى نحو 72% في تولوز ومرسيليا وحوالي 50% في باريس.

ويقع مركز الحدث في الأقصر، حيث تختفي الشمس خلف القمر ظهر اليوم المحلي فوق معابد الكرنك ووادي الملوك، في مشهد يجمع بين التاريخ البشري والطبيعة الفلكية النادرة وفق موقع dailygalaxy.

الأهمية العلمية والسياحية

ويؤكد خبراء الفلك أن مناخ المنطقة يجعل الكسوف قابلاً للتوقع والمشاهدة بسهولة، إذ لم تسجل أجزاء من ليبيا وغرب مصر أي غيوم خلال يوم الكسوف في السنوات الـ23 الماضية.

ولا يقتصر الحدث على كونه ظاهرة طبيعية بل يمثل فرصة علمية نادرة للباحثين لدراسة هالة الشمس والغلاف الخارجي لها والانبعاثات الكتلية الإكليلية من خلال رصد دقيق يمتد لعدة دقائق، وتشارك مؤسسات علمية دولية، بما فيها وكالة ناسا، في رصد وتوثيق الحدث مع بث مباشر عالمي من مراصد مصرية وإقليمية.

ويشهد الحدث اهتماماً سياحياً واسعاً، حيث أعلنت الهيئة المصرية للسياحة أن غالبية الفنادق والمعالم السياحية في الأقصر اقتربت من الامتلاء وسط حضور من هواة الفلك والثقافة، وتصف الجهات العلمية الحدث بأنه تجربة إنسانية جماعية تجمع ملايين البشر نحو السماء في لحظة دهشة.

ويرتبط الكسوف بتاريخ الحضارات القديمة، إذ وثق المصريون القدماء هذه الظواهر على جدران المعابد وخطط النجوم، معتبرينها رسائل من الآلهة، وفي 2027 سيشكل الكسوف نقطة تقاطع بين العلم الحديث والأساطير القديمة، في مشهد يربط آلاف السنين من تاريخ البشرية والفلك.

ترقبه العيون حول العالم بترقب، وهو من المتوقع أن يكون أحد أكثر الأحداث الفلكية مشاهدة وتأثيراً في القرن الحالي، مع إسهام مظاهر الكسوف والظلام المؤقت في إحياء الاهتمام بالفضاء والفلك وتعزيز السياحة العلمية والثقافية في مصر والمنطقة.

شاركها.
اترك تعليقاً