توضح هذه الدراسة أن الوظائف التنفيذية تشكل الأساس للتفكير المعقد والمتقدم وتبدأ في التكون خلال مرحلة الطفولة. وتؤدي الذاكرة العاملة دورًا رئيسيًا كأولى هذه المهارات لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث تبدأ بالنمو خلال السنة الأولى من العمر وتتحسن بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة الحرجة. كما تشير النتائج إلى أن النوم ليلاً كافياً يساهم في دعم تطور هذه القدرات الذهنية الأساسية لدى الأطفال. وتضيف الدراسة أن الزبادي عنصرًا مفاجئًا في المعادلة، فالبكتيريا النافعة الموجودة فيه تمتد فوائدها إلى الدماغ عبر محور الأمعاء-الدماغ، ما يفتح آفاق جديدة لفهم الروابط بين الغذاء والصحة العقلية.

العوامل المؤثرة في الذاكرة

هدفت الدراسة إلى تقييم أثر مدة النوم النهارية والليلية والإجمالية في عمر السنة وسنة ونصف وثلاث سنوات على الذاكرة العاملة في عمر الأربع سنوات. كما اختبر الباحثون وجود ارتباط بين تكرار تناول الزبادي عند عمر السنة وتطور هذه الذاكرة. اعتمدت الدراسة على 164 زوجاً من الأمهات والأطفال من دراسة GIEX اليابانية، حيث جُمعت معلومات عن الدخل السنوي للأسرة ومستويات تعليم الوالدين إلى جانب عادات النوم وتناول الزبادي في أعمار مختلفة.

أظهرت النتائج وجود ارتباطٍ إيجابي بين مدة النوم الليلية في عمر السنة وتطور الذاكرة العاملة اللفظية في عمر الأربع سنوات. كما ارتبط تناول الزبادي بشكل متكرر في عمر السنة بتحسن الذاكرة العاملة اللفظية لاحقاً. أما فترات النوم النهارية أو الإجمالية فلم تُظهر ارتباطاً كبيراً بالذاكرة العاملة في أي عمر. كما وُجد تنوّع واضح في عادات تناول الزبادي بين الأطفال؛ فلم يتناول 25% منهم الزبادي، بينما تناولها 28.7% مرة أو مرتين أسبوعياً.

وتدعم هذه النتائج الفرضية القائلة بأن العادات الغذائية المبكرة ونمط النوم المرتبطين بالنوم الكافي قد يسهمان في النتائج الإدراكية لاحقاً. مع ذلك، أشارت النتائج إلى أن التأثيرات كانت صغيرة وتحتاج إلى تأكيد من خلال دراسات أوسع وأكثر تنوعاً. تشير هذه النتائج إلى أن العوامل البسيطة في نمط الحياة خلال السنوات الأولى، مثل النوم الليلي الكافي وتناول الأطعمة المخمرة كالزبادي، قد تلعب دوراً في دعم التطور المعرفي على المدى الطويل.

شاركها.
اترك تعليقاً