أوضح الباحثون خلال متابعة مستمرة شارك فيها 1255 شخصاً خضعوا لاختبارات منتظمة لتقييم حدة التذوق على مدى عقدين أن 891 منهم أزيلت أضراس العقل بينما احتفظ الباقون بها. وأظهرت النتائج أن من خلعوا أضراس العقل تفوقوا بنسبة 3 إلى 10 في المئة في القدرة على تمييز النكهات مقارنة بمن لم يخلعوا أضراسهم. وشملت الاختبارات تذوق محاليل مختلفة مثل الساكاروز، وكلوريد الصوديوم، وحمض الستريك، والكافيين، وطلب من المشاركين تحديد مذاق كل محلول بدقة.
نتائج الاختبارات وفوارق الجنس
وأوضحت النتائج أن من خلعوا أضراس العقل حققوا دقة أعلى في تحديد جميع النكهات مقارنة بمن لم يخلعوا أضراسهم. كما بينت البيانات أن النساء في هذه المجموعة كن أكثر دقة من الرجال في تمييز النكهات. وتبيّن أن الاختبار الموسع شمل تقييم مدى الدقة في تمييز كل نمط مذاق، ما يعكس فروق محتملة بين الفئات وفق وجود الأضراس.
التفسيرات المحتملة وآفاق البحث
ولا تزال الأسباب البيولوجية وراء هذا التأثير غير واضحة، لكن الباحثين يفترضون أن خلع أضراس العقل قد يؤدي إلى إتلاف النهايات العصبية في الجزء الأمامي من الفم، مما يزيد تدريجياً من حساسية المستقبلات في بقية تجويف الفم. وتوضح الفرضية أن هذه التغيرات قد ترفع من حساسية المستقبلات المعنية بتذوق النكهات في أجزاء أخرى من الفم، لكنها بحاجة إلى أدلة علمية إضافية. وتؤكد النتائج أهمية إجراء دراسات مستقبلية موسعة لتحديد الآليات الدقيقة وتقييم ما إذا كان الانقاص من التداخل العظمي في منطقة الفم يمكن أن يؤثر فعلياً في إدراك النكهات.