يكشف التحليل عن فشلٍ منهجي في تقييم سلامة الدواء وصمتٍ مؤسسي دفع ثمناً باهظاً لمئات الآلاف من المرضى حول العالم. اعتمدت الدراسة على تحليل ثماني دراسات جرت بين 2017 و2023، شملت تقارير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وسجلات صحية وطنية في السويد وكندا وإسرائيل. أظهرت النتائج نمطاً ثابتاً بأن مستخدِمي دواء فيناسترايد أكثر عرضة للإصابة باضطرابات مزاجية وأفكار انتحارية مقارنة بغير المستخدمين. صرّح البروفيسور ماير بريزيس، أستاذ الطب والصحة العامة المتقاعد في الجامعة العبرية بالقدس، بأن هذه النتائج لم تعد مجرد ملاحظات عارضة بل أنماط ذات عواقب كارثية.

خلفيات التحذيرات التنظيمية

أشارت الدراسة إلى أن إدارة الغذاء والدواء اعترفت عام 2011 بأن الاكتئاب قد يكون من الآثار الجانبية المحتملة، وأضافت في 2022 مخاطر مرتبطة بالانتحار. وكشفت وثائق داخلية تعود إلى 2010 عن تقديرات لعدد المستخدمين المتضررين، لكنها حُذفت وصُنفت باعتبارها سرية. وفي عام 2011 سجلت الإدارة 18 حالة انتحار مرتبطة بفيناسترايد، بينما تشير التقديرات إلى أن العدد كان يجب أن يصل إلى آلاف الحالات. ويوضح بريزيس أن هذا ليس مجرد تقصير في الإبلاغ بل فشلاً منهجياً يتطلب إيقاظاً ورقابة أقوى.

التداعيات والتوصيات

يعمل فيناسترايد على منع تحويل التستوستيرون إلى ثنائي هيدروتستوستيرون، ولكنه يؤثر أيضاً على هرمونات عصبية مرتبطة بتنظيم المزاج مثل ألوبريغنانولون. وتشير دراسات حيوانية إلى آثار طويلة الأمد على الالتهاب العصبي وتغيّرات في بنية الحصين. وتعاني بعض الحالات من أعراض مستمرة بعد التوقف عن العلاج وتُعرف بمتلازمة ما بعد فيناسترايد وتضم الأرق ونوبات الهلع وضعف الإدراك وأفكار انتحارية تستمر لشهور أو سنوات. وتدعو الدراسة إلى تعليق تسويق الدواء لأغراض تجميلية حتى إثبات السلامة، وإجراء دراسات ما بعد التسويق وتوثيق تاريخ استخدام الدواء في تحقيقات حالات الانتحار.

شاركها.
اترك تعليقاً