أدوية محل جدل وتداعياتها
تُثير أمثلة الأدوية محل الجدَل نقاشاً علمياً حول السلامة الدوائية أثناء الحمل. كان بندكتين يُستخدم لعلاج غثيان الصباح، وتبين أن أطفال الأمهات اللواتي تناولنه كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون بمعدل مضاعف. تم سحب الدواء من الأسواق في عام 1983، بينما ظل أحد مكوناته متاحاً بوصفة لعلاج القولون العصبي. أما دواء ماكينا (هيدروكسى بروجستيرون كابروات)، فصف للنساء المعرضات لخطر الإجهاض وتبيّن أن أطفالهن كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، خاصة القولون والبروستاتا. جرى سحب الدواء من الأسواق الأمريكية في 2023 بعد إثبات عدم فعاليته.
ولا تزال نتائج بعض الدراسات تربط استخدام المضادات الحيوية ومضادات الهيستامين أثناء الحمل بارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان لدى الأطفال. وتبيّن أن بعض الحالات ارتفع فيها احتمال إصابة الأطفال بسرطان الكبد بمقدار ثلاثة أضعاف. وعلى الرغم من أن النتائج لا تثبت وجود علاقة سببية مباشرة، تؤكّد الأنماط الوبائية وجود ارتباط قائم بالرغم من التحكم في العوامل المحتملة الأخرى. كما تشير التقديرات إلى أن نسبة كبيرة من النساء الحوامل في الولايات المتحدة يتناولن دواءً موصوفاً واحداً على الأقل، مقارنة بنحو 50% في السبعينيات، ويرجع ذلك إلى الحاجة إلى علاج أمراض مزمنة مثل السكري والاكتئاب، حيث يوازن الأطباء مخاطر الدواء ومخاطر ترك المرض دون علاج.
التقييم والوقاية
أكدت مورفي أن الأنماط الوبائية واضحة ولا تفسيرات بديلة لها. وتشير التقديرات إلى أن 95% من النساء الحوامل في الولايات المتحدة يتناولن حالياً دواءً موصوفاً واحداً على الأقل، مقابل 50% في السبعينيات. وغالباً ما تكون هذه الأدوية ضرورية لعلاج أمراض مزمنة مثل السكري والاكتئاب، حيث يوازن الأطباء بين مخاطر الدواء ومخاطر ترك المرض دون علاج. وختمت مورفي بالتأكيد على أهمية الالتزام بالفحوصات الوقائية الدورية للكشف المبكر عن السرطان، تماشيًا مع توصيات الجمعية الأمريكية للسرطان.