صمود وتطور قناة السويس أمام التحديات الجيوسياسية البحرية
تعلن هيئة قناة السويس أن القناة صمدت لمدة تقرب من عامين في مواجهة الاضطرابات المتقطعة الناتجة عن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، مع إعادة توجيه حركة المرور بما يحافظ على استمرارية التجارة العالمية. وتؤكد المؤشرات الدولية أن القناة تظل أحد أهم شرايين التجارة الدولية بفضل قدرتها على الصمود والمرونة في مواجهة تقلبات جيوسياسية واقتصادية. وأشار تقرير من Offshore Energy إلى أن القناة تمكنت من الاستمرار في الحركة لمدة عام تقريبًا رغم الاضطرابات وتوجيه السفن بعيدًا عن مناطق الخطر. وتبرز الأنباء الدولية المكانة العالمية للقناة كمسار رئيسي للحركة البحرية وتلقي إشادات بسبب حوافز وخدمات ملاحية متنوعة تجذب كبرى خطوط الشحن.
وتشير الإنفوجرافات إلى تدشين هيئة قناة السويس حملة ترويجية واسعة لجذب شركات الشحن للعودة إلى البحر الأحمر، في خطوة تستهدف تعزيز الحركة وتأكيد الموقع الاستراتيجي. وتوضح الحملة أن الهيئة تقدم خصومات وحوافز لسفن الحاويات بنسبة 15% على رسوم عبور القناة، بما يعزز جاذبية المنطقة للمشغّلين والرحلات طويلة المسافة. وتؤكد المصادر أنه في إطار هذه الاستراتيجية، تسعى الهيئة إلى استعادة الحصة السوقية وتشجيع إعادة توجيه الحركة بما يخدم مصالح حركة التجارة العالمية.
وتبيّن الإنفوجرافات أن مصر تقدمت ثلاث مراكز في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية الصادر عن الأونكتاد، لتصل إلى المركز 19 في الربع الثاني من 2025 مقارنة بالمركز 22 في الربع الأول. وتعكس هذه المرتبة تحسن مستوى الربط البحري ووجود تقاطعات أكثر كفاءة بين خطوط الشحن العالمية. وتؤكد النتائج أن موقع قناة السويس يواصل تعزيز مكانته كمدخل رئيسي للممرات البحرية وتدفقات التجارة العالمية.
أظهرت الإنفوجرافات تحسن مؤشرات الملاحة في القناة خلال النصف الأول من 2025 حيث ارتفع عدد السفن العابرة بنسبة 3.1% ليصل إلى 3074 سفينة في الربع الثاني مقابل 2981 سفينة في الربع الأول. كما ارتفعت الحمولات الصافية إلى 122.5 مليون طن في الربع الثاني مقارنة بـ 115.6 مليون طن في الربع الأول، وارتفعت الإيرادات إلى 975.8 مليون دولار مقارنة بـ 901.2 مليون دولار. وأشارت البيانات إلى تعديل مسار 661 سفينة للعبور بالقناة بدلًا من رأس الرجاء الصالح.
كما استعرضت الإنفوجرافات نجاحات قياسية منها عبور الحفار ADMARINE260 مقطورًا في فبراير 2025، وعبور ناقلة البترول CHRYSALIS في رحلتها الأولى منذ يوليو 2024. ووسهم عبور الحاوية العملاقة CMA CGM JULES VERNE في يونيو 2025 بحمولة كلية تصل إلى 180 ألف طن في تعزيز الثقة بسلاسة الحركة عبر القناة. وتعكس هذه الإنجازات قدرة القناة على استيعاب حركة عالمية متزايدة حتى في ظل وجود تحديات خارجية.
التطوير والتحديث المستمر
أعلنت هيئة قناة السويس اكتمال مشروع تطوير القطاع الجنوبي بشقيه التوسعة والازدواج. وأدى ذلك إلى رفع مستوى الأمان الملاحي بنسبة 28% وتخفيف تأثير التيارات على السفن العابرة. كما زادت الطاقة الاستيعابية للقناة بمعدل يتراوح بين 6 و8 سفن، ما يعزز سرعة الحركة والتدفق التجاري.
وشمل التطوير إضافة 24 وحدة بحرية جديدة إلى الأسطول حتى أبريل 2025. إلى جانب ذلك، أُعلنت خدمة لجمع وإزالة مخلفات السفن العابرة كخطوة نحو القناة الخضراء بحلول 2030. كما تضمن العمل تقديم خدمات ملاحية جديدة تشمل الإنقاذ والإسعاف البحري ومكافحة التلوث وصيانة وإصلاح السفن وتزود بالوقود وتبديل الأطقم.
أطلقت الهيئة حوافز وتخفيضات تشجيعية بنسبة 15% لسفن الحاويات التي تتجاوز حمولتها الصافية 130 ألف طن خلال الفترة من 15 مايو حتى 31 ديسمبر 2025. وتأتي هذه التخفيضات في إطار تعزيز تنافسية القناة وجاذبيتها كمسار رئيسي في حركة التجارة العالمية. وتؤكد الحوافز على دعم استمرارية العبور وتفضيل مسار القناة أمام خطوط الشحن العالمية.


