آليات نمو الأسنان وتطورها
أعلن فريق بحثي من معهد طوكيو للعلوم الطبية بالتعاون مع جامعات أمريكية عن تقدم جديد في فهم آليات نمو الأسنان. يركّز البحث على تتبّع الخلايا أثناء نمو الأسنان في فئران معدلة وراثياً بهدف رصد تخصصها وتطورها تدريجيًا. يعزز هذا العمل الفهم الطبي لمسارات تكوين تاج السن وجذره والأنسجة الداعمة، ما يمهد لتطوير علاجات أقرب إلى الطبيعة.
تشير النتائج إلى أن نمو الأسنان يتطلب تنسيقاً دقيقاً بين لب السن والمينا والعظام المحيطة بالفك. حدد الفريق سلالتين من الخلايا الجذعية الليفية تشكلان ركائز رئيسية لهذا التطور. الأولى تنشأ من الحليمية الطرفية عند طرف الجذر النامي وتعبّر عن CXCL12، وتستطيع عبر مسار Wnt الكلاسيكي التمايز إلى خلايا مكوّنة للمينا وأخرى مكوّنة للأسمنت. بل وقد تتحول إلى خلايا عظمية لثوية في ظروف الإصلاح.
سلالتا الخلايا الجذعية ودلالتهما
السلالة الثانية تتركّز في كيس السن المحيط بالسن النامي وتعبّر عن بروتين PTHrP. تمتلك القدرة على التمايز إلى خلايا أسمنتية وخلايا ليفية في الأربطة وخلايا عظمية لثوية، لكن هذا التحول يحدث فقط عند تثبيط مسار Hedgehog-Foxf، وهو ما يشير إلى آلية تنظيمية دقيقة. يشير ذلك إلى وجود تنظيم دقيق يفرض شروط محددة لإطلاق مسارات التمايز.
آفاق المستقبل وتطبيقاته
تشير نتائج الدراسة إلى توفير إطار عملي لتكوين جذر السن وتوضيح آليات تكوين الأسنان والعظام المحيطة بها. نشرت النتائج في مجلة Nature Communications، ما يعزز ثقة المجتمع العلمي في هذه الاستنتاجات. تهدف هذه النتائج إلى تمهيد الطريق لاستخدام الخلايا الجذعية في علاجات تجديدية تستعيد الأسنان والأنسجة الداعمة بشكل أقرب إلى الطبيعة. وبحسب ما أفاد به الباحثون، قد تفتح النتائج باباً أمام تطوير تقنيات مبتكرة في طب الأسنان واللثة والعظام باستخدام أساليب الطب التجديدي.