يحرص الآباء عادةً على رؤية أبنائهم يحققون أفضل الإنجازات، سواء في المستوى الأكاديمي أو الاجتماعي أو البدني من خلال التمارين والأنشطة الرياضية. هذا الطموح مشروع، ولكن الخطر يظهر حين يتحول الاهتمام إلى مقارنة الأبناء بزملائهم أو أقاربهم. هذه السلوكيات قد تبدو دافعة ظاهريًا لكنها تحمل مخاطر كبيرة على نمو الأطفال النفسي والعاطفي. لذا يجب أن يُدار الاهتمام بتوازن يحفز التطوير دون خلق ضغوط غير صحية.

التشكيك في قدراتهم

عندما تبرز المقارنات المتكررة، يبدأ الطفل بالشعور بالشك في قدراته. يفقد الثقة بمهاراته الأساسية ويحل الخوف والقلق مكان الشعور بالأمان. يؤدي ذلك إلى عرقلة خطواته في النمو والتطور.

قمع إبداعهم

المقارنة ليست مجرد كلمات؛ إنها رسالة غير صريحة بأن الطفل يجب أن يكون مثل شخص آخر. يحد هذا السلوك من قدراته ويقيد إبداعه، فينشغل بالتماهي مع معايير خارجية بدلًا من اكتشاف طاقاته الحقيقية. نتيجة ذلك يفتقد الفرصة لتجربة أساليب جديدة وتطوير مهارات فردية.

توليد العداء

عندما يستمر الطفل في سماع مقارنة مستمرة، يبدأ في رؤية أقرانه كخصوم ومسؤولين عن شعوره بالنقص. تولد هذه الصورة بيئة عدائية تفسد العلاقات الاجتماعية وتبثّ مشاعر سلبية تجاه الآخرين. كما يؤثر ذلك في طريقة تواصله مع أصدقائه وعائلته ويقلل من فرص بناء صداقات صحية.

إعاقة النمو العاطفي

لا تقتصر آثار المقارنة على الثقة فحسب، بل تمتد لتعيق نمو الطفل العاطفي. يشعر بالعجز ويقتنع بأنه غير مؤهل للتفاعل مع محيطه، مما يضعف مرونته الاجتماعية ويترك أثرًا طويلًا في شخصيته. وتبقى هذه التأثيرات كعقبة أمام التطور الصحي للعلاقات فيما بعد.

شاركها.
اترك تعليقاً