نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقارير سرية تزعم أن أشرف مروان قدّم للموساد تقارير مضللة حول نوايا مصر في الدخول في حرب مع إسرائيل قبل نهاية 1973، وهو ما دفع القيادة الإسرائيلية إلى إلغاء حالة التأهب في الجيش واستعادة الروتين الذي استمر خلال شهري أغسطس وسبتمبر 1973. وتوضح الوثائق أن مروان حرص على طمأنة الرأي العام حين كان يصف السادات بأنه “رجل ضعيف” و”يغير رأيه باستمرار” ولا يصدقه الجيش المصري. كما يرد في التقرير أن مروان نقل صورة مغايرة للواقع في مصر إلى الموساد، ويشير إلى مشكلات اقتصادية يعاني منها السادات وعدم جدية استمراره في الحكم. وتؤكد الصحيفة أن المعلومتين اللتين قدّمهما في سبتمبر 1973 بأن الحرب غير ممكنة كانتا جزءاً من سعيه للحفاظ على مصداقيته كعميل وتفادي خسارة موقعه.

التلاعب بالمعلومات وتوقيت الحرب

وحرص أشرف مروان على نقل صورة مغايرة للواقع في مصر إلى الموساد، وتطرق إلى مشكلات اقتصادية يعاني منها السادات وذلك يجعل استمرار حكمه غير مضمون على المدى الطويل. وتؤكد الصحيفة أن مروان قدّم لرئيس الموساد معلومتين مطمئنتين في سبتمبر 1973 تفيدان بأن الحرب غير ممكنة، وهو خداع تلقاه رئيس الموساد حين رفع تقريراً إلى هيئة الأركان العامة في 24 سبتمبر بأن الحرب غير متوقعة. وبناءً على ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن هذا التضليل أثر في قرارات الموساد الاستباقية عندما كان من المفترض أن تكون الصورة أوضح من حيث احتمال اندلاع الحرب.

بعد حوالي أسبوعين من اندلاع الحرب وتحديداً في 19 أكتوبر 1973، استدعى أشرف مروان رئيس الموساد مرة أخرى لكن إلى باريس للتأثير على شروط وقف إطلاق النار الوشيك. وقدّم أشرف مروان معلومات درامية لكنها كاذبة عن قوة مصر ولإخافة رئيس الموساد، حيث ادعى أن مصر لديها 400 صاروخ سكود موجهة إلى تل أبيب وأن السادات يخطط لحرب طويلة الأمد مع جنود مختبئين خلف كل شجرة في دلتا النيل. وتؤكد الصحيفة أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة، في حين أبلغ المشغلون في الموساد أن مصر لديها عدد قليل من الصواريخ. وتحت تأثير صدمة الحرب، نجح في تأجيل التحرك العسكري، فقررت ديان في النهاية إلغاؤه، ووافقت القيادة السياسية الإسرائيلية خلال أيام قليلة على وقف إطلاق نار سريع بشروط مواتية قدر الإمكان للقاهرة.

شاركها.
اترك تعليقاً