تغيّرات الدماغ في سن المراهقة
تشير الدراسات إلى أن الدماغ في مرحلة المراهقة يمر بعملية إعادة تنظيم، خاصة في منطقة الذاكرة والانتباه، مما قد يسبب نسيانًا مؤقتًا أو بطئًا في الاستيعاب. يعكس هذا التغير تطور الدماغ وتكوّن مسارات جديدة تتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للمراهق. تترافق هذه التغيرات مع سلوكيات تعلم قد تتأثر مؤقتًا بما يخص الانتباه والتركيز.
قد يبرز أثرها في النسيان المؤقت وبطء استيعاب المعلومات، خاصة أثناء الدراسة والقراءة. يظهر ذلك في مواقف تتطلب معالجة معلومات بسرعة وتخطيط للمهام الدراسية. وتستمر هذه الظواهر كجزء من التطور العصبي خلال هذه المرحلة.
قلة النوم
يحتاج المراهق إلى 8–10 ساعات نوم يوميًا، إلا أن كثيرين يسهرون أو يستخدمون الهاتف حتى وقت متأخر. قلة النوم تؤثر بشكل مباشر على التركيز وتخزين المعلومات في الدماغ. كما يمكن أن يؤدي نقص النوم إلى صعوبات في الاستيقاظ وبطء في الأداء الذهني خلال اليوم الدراسي.
يمكن أن يؤدي نقص النوم إلى ضعف اليقظة والانتباه خلال الدروس. كما قد يؤدي إلى صعوبات في تخزين المعلومات خلال الواجبات المنزلية. لذا فإن ضبط أوقات النوم يعد أمرًا حيويًا للمراهقين للحفاظ على التركيز والقدرة على التعلم.
التشتت الرقمي والإفراط في استخدام الهاتف
يزداد التشتت الرقمي مع التنقل المستمر بين التطبيقات والرسائل ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما يضعف القدرة على التركيز ويقلل من ذاكرة المدى القصير. تترافق هذه الظواهر مع صعوبات في استدعاء التفاصيل أثناء أداء المهام التعليمية. وتظهر هذه التأثيرات بشكل أوضح أثناء مهام تتطلب تتابعًا من الانتباه والذاكرة العاملة.
يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للهاتف إلى انخفاض قدرة الدماغ على معالجة المعلومات بسرعة في مواقف تعليمية مختلفة. ويلاحظ أن هذا النمط من الاستخدام يعرقل الاستيعاب والتعلم عند المراهقين. ونتيجة لذلك، تظل القدرة على الاحتفاظ بالمعلومة خلال الاختبارات أقل من المستوى المتوقع.
التوتر والضغط النفسي
تؤثر الضغوط المدرسية والتوقعات العالية والمشاكل الاجتماعية في قدرة الدماغ على التذكر وتخلق تشوشًا ذهنيًا. يترتب على ذلك صعوبات في استرجاع المعلومات حين الحاجة إليها وفي أوقات الاختبار. وتستمر هذه الضغوط لتؤثر بشكل متكرر على الأداء الذهني والذاكرة خلال فترات الدراسة.
تؤدي هذه الضغوط إلى تشتت الانتباه وتقليل كفاءة الدماغ في معالجة التفاصيل. وبالنتيجة، قد يجد المراهق صعوبة في تنظيم الأفكار وتحليل المعلومات عندما تكون الضغوط مرتفعة. إن هذه المعطيات تعكس جزءًا من تجربة المراهقة وتطورها المعرفي.
التغذية غير المتوازنة
تؤثر التغذية غير المتوازنة على صحة الدماغ، إذ قد يؤدي الاعتماد على وجبات سريعة أو إهمال وجبة الفطور إلى حرمان الدماغ من العناصر الضرورية. وتشمل هذه العناصر أوميجا-3 والحديد وفيتامين B12، وكلها ضرورية للتركيز والذاكرة. كما أن نقص هذه العناصر يحد من القدرة على التركيز وتخزين المعلومات.
وتظهر النتائج أن نقص هذه المغذيات قد يزداد تأثيره على الأداء الذهني للمراهقين. لذا فإن وجود مصادر غذائية غنية بتلك العناصر في النظام اليومي يعتبر أمرًا مهمًا للحفاظ على وظائف الدماغ.