نؤكد أن تقدير أزماتنا يرتبط بنا من وجهة نظرنا نحن، لأنها أمر متروك لنا وحدنا ومسؤوليتنا. وتظهر عادة الأزمة في منتصف العمر وتكون في فترة ما بين 35 و65 عامًا، وتظهر بشكل خاص عند بلوغ الأربعين. فالعمر الأربعين يمثل مرحلة الحكمة والنضج والرشد، وتستعد كل شخصية تخطت الأربعين لدخول محطة جديدة في حياتها. ولكل شخص بلغ الأربعين حاجات أساسية يجب أن تكون موجودة وتُعزز أولوياته.

أعماركم محطاتكم

تُعد هذه المحطة ذات طابع غريب وشعورًا أقرب إلى التوقف المفاجئ، كأن القطار يتوقف للحظات فننظر إلى الطريق فنُدرك أن البدايات بعيدة جدًا وأن النهايات قد اقتربت. وتتسرب إلى النفس هموم وقلق حيال المستقبل بدلًا من الاستقرار. وتُبرز هذه الفترة أحداث الماضي كمرحلة وقوف عند مفترق الطرق، حيث يبدأ الشخص في محاسبة حصاد السنين وهل تم تحقيق الأحلام.

أزمة منتصف العمر عند المرأة

تظهر أزمات منتصف العمر عند المرأة الأربعينية على أنها فترة عاطفية ونفسية تتحول فيها المشاعر وتبدو الاحتياجات مختلفة. تحتاج المرأة في هذه المرحلة إلى الأمان والاستقرار وتأكيد وجودها كأنثى مرغوبة، وتزول التيقن من العمر وتبرز حاجة للدعم والتقدير من شريك الحياة. قد تشعر بأنها أقل قيمة وتظهر أعراض اضطراب المزاج والقلق والتقلبات النفسية، وتبدأ رغبة في التجديد والتقييم العميق للعلاقات المحيطة بها. تتفاقم أعراض مثل الأرق ونقص الثقة بالنفس وتقل الرغبة في التفاعل وتزداد نوبات العصبية والاكتئاب، وتظهر تغيّرات جسدية كهبّات الحرارة وزيادة الوزن وتباطؤ في حرق السعرات.

تؤدي هذه الحالة إلى أن تشعر باستنزاف دائم وتبحث عن معنى وتبحث عن الدعم من المحيطين. يبدأ التفكير في التمرد والتفسير الخاطئ للأحداث، وتشيع لديها أحاديث داخلية تشكو ضياع الذات وتتهم الآخرين. لكن الحل يكمن في الوعي الذاتي وتقبل الواقع وعدم الإنكار، ثم العمل على إعادة تشكيل العقل والمواقف لتصبح الأزمة فرصة للارتقاء.

يمكن لها أن تسعى لإعادة ترتيب حياتها من خلال كتابة المذكرات اليومية وتحديد أهداف صافية، والمشاركة في الأعمال التطوعية وتبني عادات صحية. الإكثار من قضاء الوقت مع أشخاص صادقين ومحبين وتحديد أوقات للراحة والاستمتاع بالطبيعة. عليها أن تتريث في اتخاذ القرارات وتبحث عن الهوايات التي كانت جزءًا من حياتها قبل ذلك. يمكنها أيضاً دعم صحتها بنظم غذائية مناسبة ونوم منتظم وممارسة التمارين بانتظام.

اختيار المعارك بعناية وتنظيم العلاقات مع المحيطين يساعدها على تقليل الإجهاد وتوفير الوقت للراحة والدعم. كما يمكنها الاعتماد على وجود أجواء صادقة ومريحة حولها وتخصيص وقت للمرح والتأمل في الطبيعة وتبني عادات يومية إيجابية. وتساعدها ممارسة بعض المشروبات الدافئة مثل اليانسون والمرمرية وبذور الكتان في الاسترخاء. وتبقى الحرية في اتخاذ القرار مسؤوليتها الشخصية وتوثيق المشاعر بمذكرات يومية تعزز التوازن الداخلي.

شاركها.
اترك تعليقاً