أعلن فريق بحثي ياباني من جامعة يوكوهاما سيتي أخيرًا عن كشف سبل الظاهرة المحيرة المعروفة بـ كوفيد طويل الأمد. وحققوا في دراسة جديدة أن المصابين بهذا الوضع يعانون من زيادة ملحوظة في مستقبلات AMPA المنتشرة في أدمغتهم. وتكافئ هذه المستقبلات دور مفاتيح التشغيل في خلايا الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم، فعندما تزداد أعدادها بشكل غير طبيعي تتعطل العمليات الإدراكية كما يحدث عند الضغط على عدد كبير من الأزرار في الوقت نفسه. كما أشار الباحثون إلى أن شدة هذه الأعراض ترتبط مباشرة بمدى زيادة هذه المستقبلات وتوجد علاقة بينها وبين مؤشرات الالتهاب في الجسم.

تداعيات زيادة مستقبل AMPA

تشير النتائج إلى إمكانية تطوير أدوية تعيد تنظيم مستقبلات AMPA إلى مستوياتها الطبيعية، مما يتيح معالجة الأسباب بدلاً من مجرد تخفيف الأعراض. كما يشير الباحثون إلى أن التقنية التصويرية الجديدة قد تساعد في وضع معايير تشخيص دقيقة، حيث تمكنت من التمييز بين المصابين والأصحاء بدقة تصل إلى نحو 91%. وتُشير العلاقة بين المستقبِلات ومؤشرات الالتهاب إلى رابط محتمل بين الالتهاب وظهور الأعراض الإدراكية، وهو ما يعزز أفق فهم المرض كحالة مرضية حقيقية وليست مجرد أعراض.

يعزز هذا الاكتشاف فهم كوفيد طويل الأمد كحالة مرضية حقيقية وليست مجرد أعراض نفسية، وهو ما يتطلب إجراءات أكثر سرعة في البحث والتطوير. يرى العلماء أن ربط شدة الأعراض بارتفاع مستقبل AMPA ومؤشرات الالتهاب يوفر إطارًا تشخيصيًا ودوائيًا يمكن البناء عليه. بالتالي، تخطط المؤسسات البحثية لاستكشاف أدوية جديدة تنظم هذه المستقبلات وتعيدها إلى وضعها الطبيعي، مع وضع معايير تشخيصية أكثر دقة باستخدام تقنيات التصوير الحديثة.

شاركها.
اترك تعليقاً