تؤكد المصادر المتخصصة أن اليوجا المصممة للحمل تجمع بين نشاط جسدي بسيط وتقنيات تنفس مهدئة، وتساعد في تقليل التوتر وتعضيد الاستعدادات الجسدية والذهنية للولادة. وتوضح أن هذه الممارسة تتيح للأم الاستعداد جسدياً وذهنياً للولادة مع مراعاة سلامة الجنين، شرط الالتزام بالتعليمات الخاصة بفترة الحمل وتجنب أي حركة قد تشكل مخاطر. ووفقاً لتقرير نشر على موقع Ascensus Health، تُعد اليوغا للحمل ضمن خيارات التمارين الأكثر أماناً عند اتباع الإرشادات الصحيحة.
أولاً: كيف تدعم اليوجا صحة الحامل؟
تقوية عضلات الولادة
تركّز تمارين اليوجا أثناء الحمل بشكل خاص على عضلات قاع الحوض والوركين، وهي العضلات الأساسية التي يعتمد عليها الجسم أثناء المخاض. قوتها تقلل من احتمالية حدوث مشكلات مثل سلس البول بعد الولادة وتسهّل عملية الدفع. كما تساهم في تعزيز التوازن والاستقرار أثناء الأداء الحركي وتوفير دعم أفضل للرحم والجنين.
تحسين التوازن والدورة الدموية
يتغير مركز الثقل مع نمو الجنين، فتفقد الحامل توازنها. وتساعد وضعيات اليوجا في إعادة التوازن وتحريك الدورة الدموية بشكل آمن. وتُسهم هذه الوضعيات في تقليل التورم وتحسين الراحة خلال اليوم.
تقليل الشد العضلي والآلام
تقدم اليوجا تمارين تمدد لطيفة تخفف من آلام أسفل الظهر وتيبّس المفاصل. وتعيد هذه التمارين مرونة العضلات وتخفف التهّدجات المصاحبة للحمل. وبذلك يمكن تقليل الشد العضلي وتحسين الشعور بالراحة خلال فترة الحمل.
ثانياً: الأبعاد النفسية والعاطفية
السيطرة على القلق
تتيح جلسات اليوجا للحامل التنفّس العميق وتخفيف هرمونات التوتر، ما يعزز الهدوء النفسي. ويساهم ذلك في تقليل القلق المرتبط بالولادة وتقديم شعور بالأمان. وبالتبعية تتحسن القدرة على التحمل والمواجهة للضغوط المصاحبة للحمل.
تعزيز الترابط مع الجنين
يزيد الاسترخاء والوعي بالجسد قدرة الأم على ملاحظة نبض الجنين وحركاته بشكل أوضح. وتعزز هذه اللحظات شعوراً قوياً بالارتباط وتزيد من مشاعر الأمان. كما ينعكس الوعي الجسدي في متابعة تطور الحمل بشكل أكثر يقظة.
تقوية الذهن لمواجهة الولادة
تمنح تدريبات التخيل والتنفّس الإيجابي ذهناً أكثر ثباتاً أثناء لحظات المخاض. وتسهم تقنيات التنفّس في تقليل التوتر وزيادة القدرة على التحمل في أثناء الولادة. وبذلك يتعزز استعداد الأم ذهنياً لمواجهة التحديات المرتبطة بالولادة.
ثالثاً: شروط السلامة أثناء ممارسة اليوجا
التزم بالوضعيات المخصصة للحمل وعدم تقليد أي تمرين غير مصمَّم لهذه الفترة. استخدام أدوات مساعدة مثل الكتل الإسفنجية أو الكراسي عند الحاجة يساعد على تفادي الإجهاد. تجنّب الحركات الممنوعة مثل الانقلابات أو الالتواءات العميقة للبطن. التوقف عند الشعور بالألم وعدم الاستمرار في أي حركة تشكل ضغطاً على الجسم.
رابعاً: خطوات عملية لممارسة اليوجا بانتظام
ابدأ باختيار مدرب متخصص في اليوغا للحوامل يحمل شهادات معتمدة. حدد عدد حصص ثابتة أسبوعياً، مثل مرتين إلى ثلاث مرات. جهّز بيئة هادئة ذات إضاءة وتهوية مناسبة. ارتدِ ملابس فضفاضة تسمح بسهولة الحركة.
راجع الطبيب بشكل دوري للتأكد من أن التمارين مناسبة لحالتك. تؤكد المتابعة الطبية ضرورة التقييم المستمر لضمان ملاءمة التمرينات مع حالتك. الالتزم بتوجيهات المدرب ومراقبة الاستجابة الجسدية خلال كل حصة.
خامساً: علامات تستدعي التوقف الفوري
تشير العلامات التحذيرية إلى وجود نزيف أو إفرازات غير طبيعية. قد تبرز دوخة أو إغماء. قد تكون هناك انقباضات مبكرة قوية أو ألم شديد في البطن أو الظهر. في حال ظهور أي من هذه الأعراض، توقفي عن الجلسة واتصلي بالطبيب فوراً.
يجب عدم الاستمرار في أي حركة تسبب ضغطاً إضافياً على الجسم. من المهم استدعاء الرعاية الطبية إذا استمرت الأعراض. تؤثر الاستجابة السريعة على حماية صحة الأم والجنين.