يُعد سرطان القلب حالة طبية نادرة وخطيرة تنشأ عندما تنمو خلايا قلبية شاذة وتتكاثر بشكل خارج عن السيطرة. يمكن أن يظهر الورم أوليًا حين ينشأ مباشرة في نسيج القلب أو ثانويًا نتيجة انتشار سرطان من أعضاء أخرى مثل الرئتين أو الثدي أو الكلى. تواجه التشخيصات صعوبات كبيرة بسبب الطبيعة غير المتجانسة في أنسجة القلب وتفتقر إلى إشارات مبكرة مميزة، ما يجعل متابعة المرض وتحديد العلاج المناسب أمرًا معقدًا.
أنواع سرطان القلب
ينقسم سرطان القلب إلى نوعين رئيسين: سرطان قلب أولي ينشأ داخل أنسجة القلب، وفي الغالب يتخذ صورة ساركومة تؤثر في الأنسجة الرخوة والأوعية الدموية. يكثر ظهوره بين فئة أصغر سنًا ويميل إلى الذكور، ويصل متوسط العمر عند الإصابة إلى نحو 45 إلى 50 عامًا. أما سرطان القلب الثانوي فهو ينتج عن انتشار سرطان من أعضاء أخرى إلى القلب، وهو ما يعكس صعوبة تشخيصه وعلاجه. يؤدي هذا التنوع إلى تحديات كبيرة في وضع خطة علاج مناسبة.
تشير العلامات التحذيرية إلى قصور قلب مفاجئ أو ضيق في التنفس وتعب شديد نتيجة الضغط الناجم عن الورم على حجرات القلب. قد يترافق ذلك مع ضربات قلب غير منتظمة وألم في الصدر وإغماء أو دوار. كما يمكن أن يسبب الانصباب التاموري تراكم السوائل حول القلب، ما يزيد من شدة الأعراض. في كثير من الحالات تتشابه الأعراض مع أمراض قلبية أخرى، ما يستدعي استخدام تقنيات تصوير متقدمة لتأكيد التشخيص.
خيارات العلاج والتوقعات
لا يوجد حتى الآن علاج نهائي يخلّص من الورم بشكل دائم، لكن العلاجات المتاحة تساهم في تقليصه والسيطرة على تطوره وتخفيف الأعراض. يمكن توظيف العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي كخيارات لتقليص الأورام وتحسين الحالة، وتختلف الخيارات حسب موقع وحجم الورم وحالة المريض. في بعض الحالات قد تكون الجراحة خيارًا لإزالة الورم، وتكون التعقيدات عالية وفق الموقع وتوازن المخاطر. وفي الحالات القصوى من سرطان القلب الثانوي، يركز العلاج على السيطرة على الورم الأساسي الذي انتقل إلى القلب مع مراعاة حجم الورم وموقعه وعمر المريض وصحته العامة.