رموز حماية شعبية

أبرزت مصادر تراثية أن الخرافات تلازم الناس عبر العصور وتظل حاضرة في المنازل حتى مع التطور التكنولوجي. وأوردت Architectural Digest أمثلة لرموز حماية منتشرة عبر ثقافات مختلفة، وتوضح أن هذه الرموز ترتبط بالحماية من الحسد وتدعو إلى جلب البركة وتحتفظ بجذورها الروحية في التقاليد الشعبية. وتُستخدم هذه الرموز اليوم كعناصر زخرفية في الديكور المعاصر مع إبراز أبعادها الروحية. وتبقى هذه الموروثات جزءاً من هوية الشعوب وتعبيراً عن السعي للبث الطمأنينة في البيوت والفضاءات اليومية.

أمثلة بارزة

يد الحماية من أبرز الرموز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعتقد الناس أن الكف المزخرف يحمي من الحسد ويجلب البركة. يضع الناس يد الحماية في المنازل كرمز زخرفي، ويختارون أشكالاً من الخشب أو السيراميك لتزيينه. تعكس هذه الممارسة صلة عميقة بالتقاليد الشعبية التي تُورث من جيل إلى جيل وتشكّل طابع الديكور السكني. وتبرز كعنصر يجمع بين الجمال والروحانية في المساحات السكنية الحديثة.

يرتبط اللون الأحمر في فنغ شوي بالحيوية والرخاء، لذا يطلى به أبواب المنازل لجلب الطاقة الإيجابية وتدعيم التدفق الطاقي. ويذكر أن هذا اللون كان يرتبط تاريخيًا بمفاهيم مختلفة في ثقافات أخرى، مثل سداد الديون في أمريكا القديمة واستقرار المال في اسكتلندا. ويمكن أن يظل هذا الاستخدام زخرفة عملية في التصميم رغم اختلاف السياقات الثقافية.

أمثلة إضافية

أما في اليونان فكان الناس يعتقدون أن الأبواب والستائر المطلية باللون الأزرق الفيروزي تبعد الأرواح الشريرة وتحمي من العين الحاسدة. وفي جنوب الولايات المتحدة كان سكان المنازل يطلون أسقف الشرفات باللون الأزرق الفاتح ليخدعوا الأرواح ويظنوا أنها ماء أو سماء فتمضي بعيدًا. وتُعد هذه الستائر الزرقاء جزءاً من تقاليد حماية تشترك فيها ثقافات مختلفة وتُستخدم كزخارف تعكس الهدوء والطمأنينة. وتعزز هذه الرموز من إحساس البيوت كأماكن تعكس روابط تاريخية مع المعتقدات الشعبية.

تظهر في الصين تماثيل الأسود الحجرية عند مداخل المعابد والمنازل الكبيرة كرمز لتوازن القوة والرحمة. وتضع إحداها مخلبها على كرة ترمز للسلطة وتضع الأخرى على شبل يرمز للرعاية. يؤمن الناس بأنها تحمي وتصد الشر وتدعم ساكني المكان.

يصمم أفراد شعب الأوجيبوي صائد الأحلام كأداة يدوية لحماية الأطفال من الكوابيس، حيث تحبس الشبكة الأحلام السيئة وتسمح بمرور الأحلام الجيدة في الضياء. لاحقاً ارتقى المفهوم إلى رمز زخرفي عالمي يوظفه المصممون في الديكور المعاصر. يعود أصله إلى تراث السكان الأصليين في أمريكا الشمالية وتروى حوله حكايات تربط بين الحماية والراحة النفسية للأطفال. يعكس وجوده في التصميمات الحديثة كيف تتحول الرموز التراثية إلى عناصر جمالية تحمل معنى حماية.

توضح هذه الأمثلة أن الإنسان يواصل البحث عن الحماية والطمأنينة عبر رموز تقليدية تُستخدم كزخارف في البيوت الحديثة. تبقى هذه الرموز جزءاً من التراث وتؤكد الانتماء الثقافي عبر الأجيال. تبيّن قراءة هذه الرموز معاً أن الماضي والحاضر يتقاطعان في فضاءات المعيشة ويخلقان جواً من الاستدامة الروحية في التصميم.

شاركها.
اترك تعليقاً