أعلن البروفيسور إيمانويل ستاماتاكيس، الباحث البارز في مجال النشاط البدني، أن إجراء تحسينات طفيفة ومتزامنة في ثلاثة جوانب أساسية من حياتنا يمكن أن يحدث فرقًا جذريًا في متوسط العمر المتوقع. كشف فريقه البحثي في جامعة سيدني نتائج الدراسة التي اعتمدت على تحليل بيانات 60 ألف شخص على مدى ثماني أعوام، حيث تابعوا عادات النوم والنشاط البدني وجودة النظام الغذائي لكل مشارك. وتبيَّن أن تغييرات بسيطة وغير مكلفة يمكن أن تثمر تأثيرات كبيرة.
فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص ينام خمس ساعات ونصف فقط يوميًا ويمارس التمارين لمدة 7.3 دقائق، وتبلغ درجة جودة نظامه الغذائي 36.9، فإن إضافة 15 دقيقة من النوم، و1.6 دقيقة من التمارين، ونصف حصة إضافية من الخضروات يوميًا يمكن أن تخفض خطر الوفاة بنسبة نحو 10%. أما لأولئك الذين يطمحون إلى نتائج أكثر إثارة، فإن رفع ساعات النوم بمقدار 75 دقيقة إضافية، وممارسة 12.5 دقيقة من التمارين المتوسطة إلى الشديدة، وتحسين جودة النظام الغذائي بمقدار 25 نقطة، يمكن أن يخفض خطر الوفاة إلى النصف. وهذه الأمثلة توضح أن تغييرات بسيطة لكنها متزامنة يمكن أن تكون لها تأثيرات كبيرة عند تطبيقها في الحياة اليومية.
تطبيقات عملية يومية
يوضح الفريق أن أمثلة عملية يمكن للجميع تنفيذها بسهولة، فالنصف حصة من الخضروات قد تكون قطعة بروكلي أو ملعقة طعام من السبانخ المطبوخة، كما يمكن استبدال اللحوم المصنعة مثل اللحم المقدد والنقانق بخيارات أكثر صحة. وأكد البروفيسور ستاماتاكيس أن هذه التغييرات تهدف إلى خفض عتبة المشاركة وجعل صحة الفرد قابلة للتحقيق ضمن النمط اليومي المستدام، خاصة أن نسبة كبيرة من السكان لا يمارسون التمارين بانتظام. كما يوضح الدكتور نيكولاس كويل من نفس الجامعة أن القوة الحقيقية تكمن في التأثير التآزري لهذه التغييرات الصغيرة عند الجمع بين النوم والنشاط البدني والنظام الغذائي.
ونقلت تقارير عن روسيا اليوم أن هذه النتائج تبرز قوة التآزر بين النوم والنشاط البدني وجودة الغذاء. وتؤكد الدراسة أن التغييرات المتزامنة البسيطة يمكن أن تكون مسؤولة عن تقليل مخاطر الوفاة بشكل ملحوظ، بدلاً من الاعتماد على تغييرات جذرية مكلفة. وتشير النتائج إلى أن فهم وتطبيق هذه السلوكيات في الحياة اليومية يمكن أن يحقق فوائد صحية كبيرة على المستوى العام.