تشير البيانات العالمية إلى أن النساء يعشن عمراً أطول من الرجال باستمرار على مدى عقود، وهو فارق ثابت رغم تغير أساليب الحياة والعمل. وتبيّن أمثلة مثل السويد أن متوسط العمر عند الولادة ارتفع من 33 عاماً عام 1800 إلى 83.5 اليوم عند النساء، مقابل 79.5 عاماً للرجال. وتُظهر المقارنات أن العوامل الصحية ونمط الحياة تلعب دوراً جزئياً، مثل التدخين وتناول الكحول والإفراط في الأكل، لكنها لا تفسر الفارق كله. كما يشير تحليل إحصائي إلى أن الفروق بين الجنسين تبقى ثابتة حتى مع تغيرات المجتمع، ما يشير إلى وجود عوامل فسيولوجية أساسية.
الفروق في العمر بين الجنسين
يرجع جزء من الفارق إلى العادات الصحية ونمط الحياة، مثل التدخين وتناول الكحول والإفراط في الأكل، التي تؤثر سلباً على صحة الرجال أكثر من النساء. وتظهر الدراسات أن هذه العوامل تسهم في تقليل عمر الرجال. الأمر الأعمق يعود إلى الفروق البيولوجية: تمتلك النساء زوجين من الكروموسومات X، ما يمنح خلاياهن احتياطياً من الجينات يحميها من اختلالات، بينما يفتقر الرجال لهذا الاحتياطي. تفسر هذه الاختلافات البنيوية جزءاً من فارق العمر إلى جانب العوامل الهرمونية.
الفروق البيولوجية والهرمونية
يعتقد كثير من العلماء أن التستوستيرون الذكري يقوّي الجسم في المراحل الأولى من الحياة، لكنه يسرع إصابة القلب والسرطان في المراحل المتأخرة. وبالمقابل، يساعد هرمون الإستروجين عند النساء في حماية الخلايا من التأكسد، وهو ما يمنحهن ميزة إضافية في طول العمر. تشير الدراسات على الحيوانات والبشر المخصيين إلى أن خفض تأثير التستوستيرون يرتبط بزيادة العمر بشكل ملموس. خلاصة الأمر أن طول عمر النساء ليس صدفة بل نتاج تفاعل معقد بين الوراثة والهرمونات وطبيعة نشوء الجنسين، وهذا المجال يحتاج مزيداً من البحث.