توضح هذه المادة أن مرض السكر الكاذب هو اضطراب في توازن الماء داخل الجسم. ينتج عنه فقدان كميات كبيرة من السوائل عبر البول ويؤدي إلى العطش الشديد. يختلف عن مرض السكري التقليدي لأنه غالبًا لا يرتبط بمستويات السكر في الدم. يرتكز السبب على خلل في إنتاج أو استجابة الجسم لهرمون الفازوبريسين المسؤول عن تنظيم احتفاظ الكلى بالماء.
أنواع السكر الكاذب وأسبابه
النمط المركزي AVP-D يظهر عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الهرمون المسؤول عن تنظيم الماء وهو الأكثر شيوعًا. يؤدي نقص الهرمون إلى فقدان الماء عبر البول مع عطش مستمر ويبرز أن البول يكون أقل تركيزًا من المعتاد. كما يعاني المصاب من رغبة مستمرة في شرب الماء وتبول متكرر رغم عدم وجود ارتفاع في السكر بالدم.
النمط الكلوي AVP-R يحدث عندما تستجيب الكلى للهرمون بشكل غير كافٍ رغم وجوده بشكل طبيعي. ينتج عن ذلك فقدان القدرة على الاحتفاظ بالماء وتزايد فقد الماء عبر البول. يكون العلاج في هذه الحالة أكثر تعقيدًا، ويتطلب تعديل النظام الغذائي ومراقبة كمية السوائل مع استخدام أدوية مضادة للالتهابات غير الستيرويدية في بعض الحالات.
دَاء السكري الكاذب الحملي يظهر أثناء الحمل نتيجة إفراز المشيمة لإنزيم يحلل الهرمون، ما يقلل تأثيره في الجسم. تزداد احتمالية حدوثه مع الحمل بتوأم أو وجود أمراض كبد مثل تسمم الحمل أو متلازمة هيلب. عادةً يختفي بعد الولادة ويجب متابعة الحالة طوال فترة الحمل.
أعراض السكر الكاذب
تشترك أنواع السكر الكاذب في مجموعة من الأعراض الأساسية. تشمل الحاجة المتكررة للتبول خصوصاً أثناء الليل والعطش الشديد والرغبة المستمرة في شرب الماء. يكون البول عادة فاتر اللون أو شفافًا ما يدل على قلة احتفاظ الجسم بالماء.
وإذا لم يتلق المريض العلاج أو لم يشرب كميات كافية من الماء، فقد يتعرض للجفاف ويواجه مخاطر صحية خطيرة. قد يظهر القيء والغثيان وارتفاع الحرارة وتقلب المزاج مع تفاقم الجفاف في الحالات المتقدمة اعتمادًا على شدة الحرمان من الماء.
علاج السكر الكاذب
يعتمد العلاج على النوع والسبب ويهدف إلى استعادة توازن السوائل ومنع الجفاف. يؤكد الأطباء ضرورة متابعة العلاج والالتزام بتعليماتهم لتجنب المضاعفات، مع تنظيم كمية السوائل وفقًا لتوصيات الطبيب ومراقبة النتائج.
في حالة نقص AVP-D، يصف الأطباء دواءً صناعيًا يحاكي عمل الهرمون المسؤول عن تنظيم الماء ويقلل فقد الماء عبر الكلى، مع ضرورة شرب كميات كافية من الماء. أما في AVP-R فالعلاج أكثر تعقيدًا ويعتمد على تعديل النظام الغذائي ومراقبة كمية السوائل إضافة إلى استخدام أدوية مضادة للالتهابات غير الستيرويدية وفق توجيهات الطبيب.
ينبغي عدم تجاهل الأعراض أو تأجيل العلاج، ففقدان الماء المستمر دون تعويض قد يسبب انخفاضًا في ضغط الدم وتلفًا في الكلى. كما قد تصل الحالة إلى صدمة جفاف تهدد الحياة إذا لم يتم العلاج والوقاية بشكل مناسب.