توضح المصادر أن المغنيسيوم عنصر أساسي يعمل كمساعد في أكثر من 6000 إنزيم تؤدي وظائف بيولوجية مختلفة في الجسم. وتواجه النساء خلال مراحل حياتهن تغيّرات فسيولوجية قد تؤثر على توازن المغنيسيوم في الدم والأنسجة. كما أن نقص المغنيسيوم قد يظهر بمظاهر مختلفة تؤثر في الجهاز العصبي والعضلي والقلب. لذا يحتاج الجسم إلى متابعة مناسبة وتعديل النظام الغذائي عند وجود علامات نقص.
أسباب نقص المغنيسيوم لدى النساء
يحدث نقص مغنيسيوم الدم عندما تنخفض مستويات المغنيسيوم في الدم نتيجة للتغيرات الفسيولوجية خلال حياة المرأة. فالتقلبات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث قد تضعف توازن المغنيسيوم في الجسم. كما أن الرضاعة الطبيعية وجميع مراحل الحياة قد تؤدي إلى اختلال في نسبة المغنيسيوم، إضافة إلى عوامل صحية أخرى مثل سوء التغذية ومشكلات الجهاز الهضمي والإجهاد المزمن ومشاكل الكلى. وهذه العوامل جميعها تفسر انخفاض المخزون الأساسي من المغنيسيوم في الجسم.
إلى جانب ذلك، قد تساهم أمراض الجهاز الهضمي واستخدام بعض الأدوية في تقليل امتصاص المغنيسيوم أو زيادة فقده. كما أن العادات الغذائية غير المتوازنة والتغذية قليلة المغنيزيوم ترفع خطر النقص، وتتيح فرصًا لحدوث خلل في توازن الإلكتروليتات الضروري لتنظيم الإشارات العصبية والعضلية. بالتالي يتطلب الأمر متابعة طبية وتقييمًا غذائيًا مناسبًا عند وجود شك في نقص المغنيسيوم.
علامات نقص المغنيسيوم لدى النساء
تقلصات وتشنجات العضلات من أبرز العلامات التي يشترك فيها المغنيسيوم في تنظيم انقباض العضلات وتخفيفها. يؤدي النقص إلى اختلال في تنظيم تدفق الكالسيوم وتوقف الإشارات العصبية بشكل متوازن، ما يزيد من حدوث التشنجات والتقلصات. كما تؤثر هذه الحالة سلبًا على توازن الإلكتروليتات وتزيد من الإحساس بعدم الراحة في العضلات.
انخفاض جودة النوم من العلامات الشائعة أيضًا، فالمغنيسيوم يشارك في تنظيم النواقل العصبية التي تتحكم بالنوم ويؤثر في هرمون الميلاتونين، فبنقصه يظل الدماغ في حالة نشاط أعلى. لذا يعاني البعض من أرق ليلي ونعاس خلال النهار وتضارب في دورة النوم الطبيعية. ويُلاحظ أن استهلاك كميات مناسبة من المغنيسيوم قد يساعد على تحسين النوم لدى بعض الأفراد.
تفاقم أعراض الدورة الشهرية بسبب دور المغنيسيوم في تنظيم بعض الهرمونات خلال المرحلة الأصفرية من الدورة. وقد يظهر ذلك في شكل تقلصات قوية، وانتفاخ، وألم الثدي، وتغيرات مزاجية، ورغبة مفرطة في تناول الطعام أو احتباس الماء. هذه العلامات تزداد عند نقص المغنيسيوم وتؤثر في جودة الحياة خلال هذه الفترة.
القلق والاكتئاب: يساعد المغنيسيوم في تنظيم النواقل العصبية مثل السيروتونين وGABA، لذا قد يزهد نقصه في زيادة التوتر والقلق وتقلب المزاج وحتى أعراض الاكتئاب. وهو يساهم في الاستقرار العصبي وإدارة الإجهاد اليومي. لذا تُشدد الحاجة إلى التقييم الطبي عند ظهور علامات قلق مستمر أو تغيرات مزاجية غير مبررة.
الصداع المتكرر: يحتاج الدماغ إلى المغنيسيوم لتوسيع الأوعية الدماغية، ونقصه قد يفسر وجود أنواع عدة من الصداع. وتشير الأدلة إلى ارتباط نقص المغنيسيوم بالصداع المستمر أو الشقيقة. لذا يجب استشارة الطبيب إذا كان الصداع متكررًا لبحث خيارات العلاج المناسبة.
مشاكل عصبية مثل حركات العين غير العادية: قد يظهر نقص المغنيسيوم كارتعاش مستمر في الجفن أو حركات عين لا إرادية سريعة تُعرف بالرأرأة، ويرجع ذلك إلى أهمية المعدن في الحفاظ على سلامة الإشارات العصبية. وتؤثر هذه العلامة على العضلات المحيطة بالعين بشكل مباشر وتدل على اضطراب في النظام العصبي. وتتطلب هذه الحالات فحصًا طبيًا وتقييمًا للحالة العامة للمغنيسيوم.
طرق علاج نقص المغنيسيوم
يمكن في البداية الاعتماد على نظام غذائي صحي غني بثمار وبذور وخضراوات تحتوي على المغنيسيوم للمساعدة في الوقاية من النقص وتحسين الحالة العامة للجسم. تشمل المصادر الغذائية المعروفة للمغنيسيوم: الخضراوات الورقية والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور وبعض الأسماك. كما أن التوازن الغذائي العام والترطيب الكافي يساهمان في الحفاظ على مستويات المغنيسيوم ضمن المعدلات الطبيعية. وفي حال وجود نقص، يجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي مكملات غذائية.
إذا كانت المتابعة الغذائية وحدها غير كافية، فتوصف المكملات الغذائية وفق تعليمات الطبيب المختص. يتم اختيار أشكال من المغنيسيوم مثل السيترات أو الأكسيد بحسب الحالة الصحية والتوافر، وتُراعى الجرعات والتوقيت والتداخلات الدوائية. يجب مراقبة الأعراض والتحسن مع الطبيب، وتعديل النظام الغذائي أو خطة العلاج حسب الاستجابة. يوصى بشكل عام بالحفاظ على نمط حياة متوازن يشمل نومًا كافيًا وتخفيف التوتر وممارسة التمارين الخفيفة لدعم الصحة العامة وتوازن المغنيسيوم.