أعلن بيزوس خلال كلمته في أسبوع التكنولوجيا الإيطالي Italian Tech Week 2025 في تورينو أن مراكز البيانات الضخمة قد تُبنى في الفضاء خلال عشر إلى عشرين عامًا، مع توضيح أن الطاقة الشمسية المتاحة على مدار الساعة ستجعل هذه المراكز أكثر كفاءة من مراكز البيانات الموجودة على الأرض.
وأشار إلى أن الطفرة الحالية في الذكاء الاصطناعي تشبه تلك التي شهدها الإنترنت في بداياته، داعيًا إلى التفاؤل رغم مخاطر الفقاعات المضاربة في السوق.
أما فكرة مراكز البيانات المدارية فتبدأ تكتسب اهتمامًا متزايدًا من الشركات الكبرى، خصوصًا مع ارتفاع الحاجة إلى الكهرباء والمياه لتبريد الخوادم الأرضية. وأوضح أن العناقيد الضخمة لتدريب الذكاء الاصطناعي ستكون من الأفضل بناؤها في الفضاء، حيث تتوفر الطاقة الشمسية بلا انقطاع ولا طقس يعطل التشغيل.
وأضاف أن من المتوقع خفض تكلفة مراكز البيانات في الفضاء مقارنة بالأرض خلال العقدين القادمين، وأن الانتقال إلى بنية تحتية فضائية يأتي ضمن اتجاه أوسع لاستخدام الفضاء لتحسين حياة الإنسان على الأرض. وأشار إلى أن الأقمار الصناعية للطقس والاتصالات كانت خطوة أولى في هذا المجال، بينما يمثل بناء مراكز البيانات الخطوة التالية قبل الانتقال إلى تصنيع أنواع أخرى من المنتجات في المدار.
رغم التفاؤل، اعترف بيزوس بأن استضافة مراكز البيانات في الفضاء تواجه تحديات كبيرة، منها صعوبة الصيانة والتحديثات، وارتفاع تكلفة إطلاق الصواريخ، إضافة إلى مخاطر فشل الإطلاق.
وأوضح أن فوائد الذكاء الاصطناعي المرتقبة ستكون واسعة الانتشار وتصل إلى مختلف القطاعات، محذرًا من خلط الفقاعات المضاربة مع الواقع الفعلي للتكنولوجيا وقال إنه من المهم فصل الفقاعات والانفجارات التي قد تحدث عن الواقع الحقيقي للتقنية.
وتأتي هذه التصريحات في إطار الاهتمام العالمي المتزايد بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفضائية، حيث تبحث الشركات عن حلول لتوسيع قدرات الحوسبة دون الاعتماد الزائد على الطاقة الأرضية، مستفيدة من بيئة الفضاء التي تسمح بتشغيل الأجهزة بشكل مستمر وفعال.
مع تطور التكنولوجيا، يبدو أن مستقبل مراكز البيانات سيتغير جذريًا، حيث يفتح الفضاء آفاقًا لمراكز أكثر كفاءة وأقل تأثيرًا بيئيًا، ما قد يحدث ثورة في صناعة البيانات والذكاء الاصطناعي على مستوى عالمي.