أطلَّ الفنان القدير ضياء المرغني على خشبة المسرح في مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح المصري بدورته الثامنة، وسط تصفيق حار من زملائه وتلاميذه ومحبيه. وحاول أن يخفي دموعه أثناء لحظة تكريمه. أعلن في تصريحات رسمية عن معاناته من آلام شديدة في الظهر أثرت على حركته وجعلته يقضي معظم وقته في المنزل. وأوضح أنه خضع لجراحة لتسليك عصب في العمود الفقري أملاً في استعادة قدرته على الحركة، غير أن العملية لم تحقق النجاح الكامل وما زاد من معاناته.
تجري جراحة إزالة الضغط عن العمود الفقري بهدف تخفيف الضغط الواقع على الأعصاب الشوكية نتيجة تضيق القناة أو انزلاق غضروفي أو نمو نتوءات عظمية. يشرح الأطباء أن الجراحة خيار يُلجأ إليه عندما تفشل العلاجات غير الجراحية في تخفيف الألم. يظهر التضيق عادة بسبب تغيّر الشيخوخة وتضخّم المفاصل وتصلب الأربطة أو بروز القرص، ما يسبب آلام شديدة في الظهر والساقين وربما تنميلاً وضعفاً في العضلات. وفيها يتم العمل على فتح مساحة أكبر حول العصب لتخفيف الانضغاط وتحسين الوظائف العصبية.
يلجأ الأطباء إلى التدخل الجراحي عندما يكون الألم حاداً لدرجة يعجز معها المريض عن الحركة أو المشي لمسافات قصيرة، أو حين تظهر أعراض عصبية كخدر القدم أو ضعف عضلي في الأطراف. يوضح الأطباء أيضاً أن الجراحة لا تعالج الالتهاب أو تآكل المفاصل، لكنها ترفع الضغط عن الأعصاب وتتيح تحسناً وظيفياً في الحركة. ويجري الإجراء عادةً تحت إشراف فريق تخصصي وتحديد الموقع بدقة عبر فحوص التصوير قبل التدخل.
أنواع جراحات إزالة الضغط
تختلف الطرق بحسب حالة المريض ونوع التضيق، وتتنوع أساليبها بين استئصال الصفيحة الفقرية لاستحداث مساحة للأعصاب، واستئصال الثقبة العصبية لإزالة العظم الذي يضغط على جذور العصب. كما يجوز استئصال القرص المنتفخ أو رأب الصفيحة الفقرية في الرقبة لتوسيع القناة دون إزالة العظم بالكامل. وفي بعض الحالات قد يضيف الجراح دمجاً للفقرات باستخدام شرائح معدنية ومواد عظمية لضمان تثبيت المنطقة بعد إزالة الضغط. يجري الاختيار بين هذه الأساليب وفق تقييم طبي دقيق لحالة المريض وسبب التضيق.
قبل وبعد الجراحة
قبل العملية يخضع المريض لفحوصات دم وتخطيط قلب وصور أشعة لتقييم حالته العامة. كما يطلب الطبيب التوقف عن تناول أدوية التخثر والامتناع عن التدخين والكحول لفترة كافية لضمان التئام جيد للجروح. أثناء الجراحة يخضع المريض للتخدير الكامل وتُجرى العملية عبر شق صغير في منتصف الظهر أو الرقبة بحسب الموقع المستهدف. تستغرق عادة بين ساعة إلى ثلاث ساعات. وبعد الجراحة يبدأ التعافي تدريجيًا، وينصح المريض بالمشي لمسافات قصيرة وتجنب حمل الأوزان الثقيلة والانحناء المفاجئ، وفي حالة دمج الفقرات قد يلزم ارتداء دعامة ظهر لبضعة أسابيع.
نسب النجاح والمضاعفات
تشير البيانات إلى أن نحو 70 إلى 85% من المرضى يتحسنون بشكل واضح في الألم ووظائف الساقين بعد الجراحة. مع ذلك، لا تُعد الجراحة حلاً نهائياً في جميع الحالات، فقد تستمر بعض الآلام البسيطة في الظهر بسبب تغيّر العظام المزمن. من المخاطر المحتملة، وإن كانت نادرة، تلف الأعصاب أو العدوى الجراحية أو فشل التحام الفقرات عند الدمج. يؤكد الأطباء أن النجاح يعتمد أيضاً على الالتزام بالعلاج الطبيعي، والحفاظ على وزن صحي، وتجنب الجلوس لفترات طويلة، إضافة إلى تقليل التدخين.