تشير الدراسات إلى أن الجري المفرط والمتواصل قد يزيد من خطر وجود أورام غدية قولونية متقدمة لدى الشباب، وهي أورام قبل سرطانية قد تتحول إلى سرطان القولون أو المستقيم إذا لم تُلاحظ. وتُعد الأورام الغدية خطرة في المراحل المتقدمة، وتزداد مخاطرها بحسب العمر، حيث يظهر الخطر عادة بين 35 و50 عامًا. وتشير النتائج إلى أن احتمال الإصابة بهذه الأورام بين العدائين ذوي التحمل العالي قد يكون أعلى من المتوسط، وتصل نسبته إلى نحو 2% إلى 3%. ومع ذلك، يستدعي هذا الارتباط إجراء مزيد من الدراسات، ولا ينبغي أن يمنع ذلك ممارسة التمارين المعتدلة التي تعزز صحة الأمعاء عمومًا.
أثر الجري على الأمعاء
عند الجري، يتدفق الدم إلى عضلاتك فيُحوِّل مساره عن باقي الجسم، ما يسبب نقصًا في الدم الواجب توجيهه إلى الأمعاء. نتيجة ذلك، قد يلاحظ العدّاؤون وجود دم في البراز في بعض الحالات. يوضح الدكتور روهيت خانديلوال أن الالتهاب المتكرر يمكن أن يسبب تغييرات في الأمعاء. كما تعرف ظاهرة التهاب القولون لدى العدائين أو هرولة العدائين لدى رياضيي التحمل، وتؤدي إلى براز لين ونزيف عرضي، وإن كان كثير من الناس يعتبرونها أعراض طبيعية فإن تكرارها قد يساهم في زيادة المخاطر.
قد تفسر اختلافات ميكروبيوم الأمعاء لدى عدائي المسافات الطويلة جزءًا من هذه المخاطر، وتلعب الميكروبات المعوية دورًا في الاستجابة الالتهابية والهضم. كما أن العوامل المرتبطة بالنظام الغذائي والترطيب والمكملات والوقود أثناء الجري والتعافي قد تؤثر في صحة الأمعاء وتقلل من المخاطر عند تطبيق ممارسات صحيحة. وتبيّن الأدلة أن تغيرات مستمرة في الجهاز الهضمي قد تسهم في زيادة مخاطر المضاعفات المعوية لدى العدائين ذوي التحمل العالي.
متى يجب فحص القولون؟
بدلاً من التوقف عن الجري بشكل كامل، ينصح بضبط المسافات لتبقى هناك راحة أسبوعية وتجنب إرهاق الأمعاء باستمرار خلال المسافات الطويلة. وإذا لاحظت أي تغيّر في عادات الأمعاء مثل الدم أو الإسهال المستمر أو الألم، فاحرص على إجراء فحص وعدم تجاهله. بالنسبة لمن هم في سن 45 عامًا فأكثر، توصي الإرشادات باستشارة الطبيب حول إجراء تنظير القولون أو فحوصات أخرى، مع البدء في الفحص عادة عند بلوغ هذا السن. كما يجب تنظيم وقت التعافي وتوفير كمية كافية من الماء وتغذية تدعم صحة الأمعاء وتجنب الإفراط في تناول الأطعمة المعالجة دون راحة كافية.