يؤكد الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي أن انتشار مقطع يظهر معلمة فلسفة بالإسكندرية وهي تقول “جميع الرجال أندال” أثار جدلاً واسعاً في المجتمع وتسبب في فتح باب النقاش حول أساليب التدريس والسلوك المناسب في الحصص. أوضح أن هذه التصرفات غير تربوية تؤثر سلباً في صورة المعلم وتلقي بظلالها على جودة العملية التعليمية. وأشار إلى أن الغالبية العظمى من المعلمين يعتمدون أساليب تربوية ونفسية سليمة، لكن فئة من أصحاب السناتر غير الخاضعين لوزارة التربية والتعليم تلجأ إلى ممارسات خاطئة. ذكر أن التنمر واستخدام ألفاظ سوقية أو حركات غير لائقة أثناء الشرح يترك آثاراً سلبية عميقة على الطلاب والمجتمع. وأكد أن هذه الأساليب، رغم أنها قد تسهّل فهم الدروس أحياناً وتضفي جوًا من المرح، فإن أثرها السلبي أعمق.
مع انتشار المقاطع المصورة التي تصور هذه التصرفات، تترك آثاراً سلبية خطيرة، منها اهتزاز الصورة الذهنية للمعلم لدى المجتمع، التي كانت مرتبطة بالوقار والاحترام. كما تؤدي إلى تحريف فهم الطلاب للمعلومات نتيجة تقديمها بأسلوب عدائي. وتُحول مراكز الدروس الخصوصية إلى أماكن لتلقين الأخطاء والتحيزات بدلًا من التعليم السليم. وتغرس اتجاهات سلبية لدى الطلاب ضد فئات من المجتمع، مثل الرجال، وتزوّد الطلاب بمعلومات غير مدعومة بالدليل.
إجراءات مواجهة التجاوزات
تؤكد الخطة ضرورة اشتراط مؤهلات تربوية لمن يمارس التدريس داخل المدارس وخارجها. وتتشدد في تشديد إجراءات ترخيص المهنة وتجديدها بشكل دوري وفق معايير سلوكية ومهنية محددة. كما تتضمن محاسبة المعلمين المخالفين وتطبيق إجراءات رادعة بحقهم، إضافة إلى مراجعة تراخيص السناتر وإغلاق غير المرخص منها. وتوصي بتركيب كاميرات في قاعات السناتر للرقابة وزيادة الوعي بتقديم دورات تدريبية للمعلمين وتقييم سلامتهم النفسية.
كما تضمنت التوصيات فحص السلامة النفسية للمتقدمين للتدريس وضمان ثبات الانفعال وإدارة الصف. وشددت على تجريم انتحال صفة المعلم لمن لا يملك الكفاءة التربوية، باعتبارها جريمة لا تقل خطورة عن انتحال صفة الطبيب. وأشارت إلى ضرورة توعية أولياء الأمور بمتابعة سلوك المعلمين في السناتر ورصد المخالفات والتبليغ عنها فورًا. وأكّدت أن التوعية المجتمعية المستمرة تساهم في حماية الطلاب وتعزيز بيئة تعلم آمنة ومهنية.