تذكّر القرّاء كيف كانت المدرسة في الثمانينات والتسعينات عالمًا مليئًا بالبراءة والتفاصيل الصغيرة التي صنعت ذكريات لا تُنسى. لم تكن الموضة وقتها تعتمد على الماركات العالمية، بل على إكسسوارات بسيطة تحمل في طياتها نظم المدرسة وانتماء الطلاب. كانت هذه القطع تعبّر عن الشخصية وتُظهر روح النظام ضمن إطار الدوام اليومي. يعيد هذا النص بناء هذه الذكريات بنبرة رسمية ومباشرة، مع إبراز ما كان متداولًا وكيف أعادت الموضة ظهورها في مواسم لاحقة.

أبرز الإكسسوارات المدرسية

كان التكوين الجمالي للطفلة في تلك الفترة يعتمد على مجموعة من القطع التي لم تكن مجرد تزيينات، بل علامات تنظيم وانتماء. ارتبطت كل قطعة بوظيفة عملية إلى جانب كونها رمزًا للنظافة والالتزام. تُعد مريلة المدرسة عنصرًا أساسيًا في الزي، وتُرافقها شرائط الشعر والتوكات التي تُعزز الترتيب وتوحّد المظهر. هذه القطع لم تخلُ من معانٍ اجتماعية؛ فقد كان لكل منها دور في التعبير عن الشخصية والانتماء للمجموعة.

المريلة كانت من أبرز أجزاء الزي، وتغطي الجزء الأمامي من اللباس وتربط حول الخصر. اعتمدت في صناعتها على خامات بسيطة وتفاصيل عملية تناسب حركة الطالبات أثناء الصفوف والأنشطة. ورغم بساطتها، كانت رمزًا للنظام والنظافة وتذكّر الأمهات دوماً بالتجهّز الصباحي والالتزام بالحضور. ظلَّت المريلة مرتبطة بذاكرة المدرسة وتبقى علامة على تنظيم الطفولة في تلك الحقبة.

الشريطة البيضاء كانت من الإكسسوارات الأكثر حضورًا حول رؤوس الفتيات. كانت تربط عادةً كعقدة صغيرة أو كبيرة فوق الضفائر أو الجدائل، لتمنح الفتاة مظهرًا أنيقًا ومرتبًا. ارتبطت بالشعائر المدرسية والطابور الصباحي، حيث يظهر المظهر الموحد وينبض بالنظام. تعكس الشريطة البيضاء قيم النظافة والانضباط التي كانت سائدة في تلك الحقبة.

الشراب الأبيض المزخرف بالدانتيل كان من الإكسسوارات التي تميّزت بإطلالات الفتيات في المدرسة. كان يُرتدى مع الحذاء الأسود لإضفاء مظهر رقيق ولطيف على القدمين، مع الحفاظ على الطابع الكلاسيكي. لم يكن مجرد قطعة قماش، بل علامة على التنظيم والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تميز المطلوبات اليومية. كانت الأمهات يحرصن على أن يظل الشراب نظيفًا وناصع البياض، مما جعله جزءًا من روتين التحضير للمدرسة.

الطوق الأبيض كان من أكثر الإكسسوارات تميزًا لدى الفتيات في تلك الفترة. لم يقتصر دوره على تثبيت الشعر فقط، بل كان أداة عملية للحد من التهيّش والحفاظ على مظهر أنيق طوال اليوم الدراسي. ظهرت بعض الفتيات بطوق ينسدل خلف القصة الأمامية ليحاكي أشكال الشخصيات في رسومات الغلاف، ما منحهن شعورًا بالتميز. كان هذا الطوق يجمع بين الجمال والعملية ويضفي لمسة كلاسيكية على الزي المدرسي.

الحقيبة الحمراء المكتوب عليها الحروف العربية كانت حلم كل طفلة في تلك الأيام. لم تكن مجرد وسيلة لحمل الكتب، بل رفيقة تعلم تحمل في داخلها أسرارًا صغيرة كالصور أو الحلوى. ألوانها الزاهية وخطوطها الواضحة جعلتها رمزًا للمرح والالتزام في آن واحد. ولا تزال جزءًا من ذاكرة جيل كامل حتى اليوم.

الحذاء الأسود اللامع بالإبزيم المعدني كان قطعة أساسية في زي المدرسة. لم يكن مجرد حذاء عمليًا، بل خيارًا يدمج بين البساطة والذوق الرفيع، يلمع يوميًا ليكون رفيق الطابور والدروس والفسحة. كان يحمل رمز النظام والانضباط، ويُعاد طلاؤه وتنظيفه ليبقى في أبهى صورة. استمر تأثيره في الذاكرة كعنصر كلاسيكي يذكر بجمال البساطة.

التوكات البلاستيكية الملونة أو البيضاء كانت لا غنى عنها لتثبيت الشعر. كان بعض الفتيات يضعن أكثر من توكة في آن واحد لتزيين الضفائر، في حين اختار آخرون الألوان الهادئة البسيطة. لم تكن التوكة مجرد أداة عملية، بل وسيلة تعبير عن الذوق الشخصي وإضفاء الحيوية على الإطلالة المدرسية. التوكات شكلت جزءًا من العناية اليومية التي تربط بين الفتاة وذكرياتها.

المشابك المعدنية الصغيرة كانت من أبرز مستحضرات التثبيت للشعر القصير أو الغرّة. كانت تباع في علب كرتونية بأشكال متعددة وتُشارك أحيانًا بين الصديقات في الفصل، فتضيف لمسة من النظام وروح المرح. كان استخدامها يختصر الوقت ويضمن ثبات الشكل خلال اليوم الدراسي. تظل ميراثًا من تلك الحقبة كدليل على بساطة وسائل التجميل التي رسمت ملامحها.

كليبسات الشعر شكّلت خيارًا آخر يحافظ على ترتيب الغرّة والضفائر. كانت تتوفر بألوان ومواد مختلفة وتُستخدم كإكسسوار بسيط يضفي لمسة حيوية على الإطلالة. تُشاركها الصديقات أحيانًا في الفصل وتترك أثرًا من روح المدرسة في الذهن. أثرها ظل حاضرًا في الذاكرة مع صوت الجرس ودفتر التحضير.

شاركها.
اترك تعليقاً